افتتح الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة أمس منتدى الاتصال الحكومي الأول الذي ينظمه مركز الشارقة الإعلامي والذي يستمر لمدة يومين، وتستضيفه غرفة تجارة وصناعة الشارقة، كما افتتح على هامش المؤتمر معرض الرسوم الكاريكاتورية للفنانين أمية جحا ورشا مهدي وعماد حجاج. وأكد الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام، رئيس اللجنة العليا المنظمة للمؤتمر في كلمته الافتتاحية أن الصحافة الإماراتية سطرت تاريخها الإعلامي من هذه الإمارة التي لطالما لازمها تطورات فكرية وثقافية يُشهد لها، فمنذ أواخر العشرينيات صدرت في الشارقة صحيفة عمان الحائطية المكتوبة يدوياً، والتي كانت تجمع مختلف الأخبار التي تهم الناس تنقلها من محيطها المحلي لتصل إلى هذه الإمارة بإمكانياتها البسيطة في ذلك الوقت متناسبة والمخزون الفكري والمعرفي خلال مرحلة من التاريخ كانت فيه هذه الصحيفة مصدراً وحيداً للأخبار". وأشار إلى أن الحال تغيّر اليوم فتعددت مصادر الخبر في مختلف أنحاء العالم إذ شهدت الساحة الإعلامية تطوراً كبيراً في مختلف وسائل الإعلام من مطبوع ومرئي ومسموع ورقمي، حتى بات لزاماً علينا جميعاً أن نتحرى الدقة في المعلومات التي نقدمها للقارئ والمشاهد والمستمع، ما يتطلب تضافر جهودنا جميعاً من إعلام حكومي ووسائل إعلام خاص للخروج بإستراتيجية إعلامية تحقق أهدافنا على الدوام، هدفها الرئيس إيصال الرسالة الإعلامية لإمارة الشارقة والعالم أجمع بأفضل صورة. من جانبه أكد رئيس الوزراء الماليزي السابق داتو سري عبدالله أحمد بدوي (المتحدث الرسمي للمنتدى وضيف الشرف الرئيس) أن التعليم وتنمية الثروة البشرية المبنية على مبادئ الاسلام الحضاري تضمن مستقبلا من التقدم والازدهار، موضحاً أن ماليزيا تقدم نموذجا متواضعا على التجديد والإصلاح، وربما النهضة في العالم الإسلامي، لكنها لا تدعي أنها كاملة وأن لديها كل الأجوبة للعديد من المشكلات في العالم الإسلامي. وقال في كلمته التي تدور حول (الأمة الحديثة - والحضارة الإنسانية ) أن التحدي الذي يواجه العالم الإسلامي هو كيفية إعادة تشكيل الانطباع وإعادة تصنيف الإسلام، وهو ما يمكن القيام به من خلال تبني الاسلام الحضاري، الذي يشمل التدريس الإنساني للإسلام، معتبراً أن التركيز على الإسلام الحضاري هو الفرصة الحضارية التي يوفرها الاسلام لتجديد المجتمعات، والتي ترتكز على الضروريات لرفاهية الإنسان الاستقامة والإنصاف. وأشار بدوي إلى إحصائيات اليونسكو تشير إلى أنه في العالم العربي اليوم 373 باحثا لكل مليون نسمة، مقارنة بالمتوسط العالمي البالغ 1081، ولكن العديد من هؤلاء العلماء لا يعيشون في المنطقة، وقد أُخِذت مواهبهم إلى الغرب، كما تشير الإحصائيات إلى أن واحداً فقط من أهم مائة عالم في العالم يأتي من العالم العربي، في حين أن المنطقة قدمت حائزاً واحداً على جائزة نوبل وهو المصري المولد أحمد زويل، الذي حصل على جائزته في الكيمياء عام 1999، بينما كان يعمل في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا في الولاياتالمتحدةالأمريكية، كما أن عدد الكتب المترجمة سنويا من اللغات الأجنبية إلى اللغة العربية في حدود 300 وبالمقارنة مع هذا، في بلد صغير مثل اليونان هناك خمسة أضعاف عدد الكتب التي تترجم في المنطقة العربية بأسرها، وفي اسبانيا وحدها يُترجم ما يقرب من مائة الف كتاب سنوياً. وقال بدوي إنه في القرن الحادي والعشرين، لم يعد لحجم الدولة أهمية بل باتت الأهمية تكمن في القدرة على التطلع إلى المستقبل، مشيرا إلى أن الشباب هم الشريحة الأسرع نموا من سكان البلدان العربية، حيث إن 60 في المائة تقريبا من السكان هم دون سن 25، ما يجعل هذه المنطقة واحدة من أكثر المناطق شبابا في العالم، حيث يبلغ متوسط العمر 22 عاما مقارنة مع المعدل العالمي البالغ 28، موضحاً أن الجيل الجديد من التقنيين، ورواد الإعلام الاجتماعي، ومحترفو المجال الرقمي، لعبوا أيضا دورا هاما وواضحاً في مستقبل بلادهم.