لا يمكن أن يحظى قرار بالإجماع تأييدا أو سلبا إلا ماندر، وهذا ماواجهته قرارات الاتحاد السعودي لكرة القدم التي أعلنت نهاية الأسبوع الماضي، حيث طغى قرار سلبي على قرارات إيجابية أو قابلة لأن تكون مفيدة. وفي صلب موضوع اليوم يعتبر مشروع الجمعية العمومية الذي أعلن عنه ليكون مرجعية الاتحاد السعودي لكرة القدم يحاسبه ويقيم عمله من أهم القرارات حتى وإن كان غير مكتمل. وبما أننا نرنو إلى حقبة جديدة فلا بد من قرارات تصاعدية، ربما أن هذا العمل يشوبه الكثير من الإشكاليات لأن المنظومة يفترض أن تبدأ من الرئاسة العامة لرعاية الشباب التي تعيش فوضى عارمة منذ زمن طويل، لكن ولأن كل الناس همهم (كرة القدم)، فقد بدأ الأمير نواف بن فيصل بهذا القطاع الحيوي كي يتجاوز مسافة أطول مما لو بدأ برعاية الشباب، هذا رأيي الخاص وقراءتي، لكن قد تكون ردود الفعل قاصمة خصوصا في ظل تنامي الانتقادات الصارخة للقرارات. كثيرون لم يقفوا عند القرارات الإيجابية، وركزوا على سلبية بعضها، وأولها تقليص اللاعبين الأجانب الذي أخذ حيزًا يتوسع بسرعة هائلة لدى مختلف الشرائح. وشخصيًا انتقدت القرار في حينه بسؤال للأمير نواف: كيف تقررون بالنيابة عن رابطة دوري المحترفين التي ستكون قراراتها من صلب الأندية بوجود ممثلين لها جميعا في كيانها الجديد؟! وفي مداخلات مع عدة قنوات أشرت إلى قرارات إيجابية وانتقدت قرار التقليص مشيرا إلى أن الكرة السعودية تأخرت في الخمس سنوات الأخيرة ليس بسبب الأندية ولكن بضعف مدربي المنتخبات وبسوء البرمجة للمسابقات، عدا هذا الموسم، وبعدم تطبيق الاحتراف جيدا. أما الجمعية العمومية، فمن خلال تواصلي مع عدد من الزملاء والمختصين هناك من يطالب بأن تكون انتخابات مفتوحة لأي رياضي في أرجاء المملكة الحبيبة وفق لائحة تضمن عدم دخول من ليس لهم علاقة بالرياضة ومن ثم ينتخب الأفضل ليكونوا مسؤولين عن اختيار الأعضاء والرئيس، وهناك من يرى أن تكون الانتخابات 75% وخصوصا أن الاتحاد الدولي أيد هذه الخطوة في آخر مخاطبات بينه وبين الاتحاد السعودي، وهناك من يوافق على الآلية التي أعلنت في المؤتمر التي يديرها لجنة برئاسة الخبير الرياضي أحمد عيد. وهذا يبرهن على عدم الجزم بسلبية القرار، علما أن الآلية لم تقر نهائيا وهي من اختصاص اللجنة التي شكلت، ولذا من واجب النقاد والمختصين تقديم الآراء التي تعين على عمل مثمر. ومن الإيجابيات التي لم تجد مساحة رحبة، الرغبة في استضافة بطولتي آسيا للمنتخبات عام 2019 وتحت 22 سنة، عام 2013، وكذلك رفع مداخيل الأندية بحصول البطل على أكثر من 12 مليون ريال، أي بزيادة ثلاثة أضعاف عن السابق حتى أن آخر فريق يحصل على أكثر من أربعة ملايين ريال. أيضا تحويل هيئة دوري المحترفين إلى رابطة، كان رئيسها الأمير نواف بن فيصل، والآن سيرأسها محمد النويصر وهو من أهم المؤسسين مع الدكتور حافظ المدلج وفي استمرارهما نجاح للرابطة بعد ثلاث سنوات ناجحة، وخصوصا أن الأندية أصبحت شريكا حقيقيا بوجود ممثليها. المساحة لاتفي بالتوسع فيما أشرت إليه، والأيام حبلى بما يستجد.