عزا محللون ارتفاع مؤشر السوق السعودي الذي تخطى في مستهل جلسة أمس 7000 نقطة، كأعلى مستوى له منذ الأزمة المالية العالمية في أكتوبر2008 ,إلى العديد من العوامل الايجابية وفي مقدمتها تخلصه من سلبية أخبار الاقتصاد العالمي مما يعطي دلالة على زيادة عمقه وارتفاع الإقبال وعودة جاذبيته من جديد. وقال رئيس إدارة الأصول بمجموعة بخيت الاستثمارية هشام تفاحة: الملاحظ عودة قوية للسيولة من المستثمرين المحليين تخطت حاجز 10 مليارات ريال من معدل 5 مليارات بداية العام وهذا مؤشر يعطي دلالة على زيادة عمق السوق وارتفاع حجم الإقبال وعودة جاذبيته من جديد بعد أن ظل منذ عام 2008 وحتى أكتوبر 2011 عرضة للتذبذبات وسط قيمة تداولات لا تتجاوز 4 مليارات ريال يوميا، بسبب سلبية أخبار الاقتصاد العالمي من جهة وعدم وضوح الرؤية من تداعيات الاحتجاجات في منطقة الشرق الأوسط, مفيدا أن السوق الآن يعتبر جذاباً أكثر من أي وقت مضى بدعم من السيولة والأداء الإيجابي التدريجي. وتابع: حتى مع ارتفاع السوق بنسبة 10% من بداية العام الحالي، يظل مرشحا لمزيد من الارتفاع للحاق بركب أداء الأسواق الناشئة, مع الأخذ بالاعتبار الارتفاع الذي شهدته أرباح الشركات في العام 2011 البالغ 25% والارتفاع الذي شهدته أسعار النفط بنسبة 30% منذ بداية عام 2011 حتى الآن دون انعكاس على أداء السوق خلال العام الماضي الذي سجل تراجعاً بنسبة 3%. وأشار تفاحة الى أن أداء الأسواق العالمية والناشئة التي تعد السوق السعودية جزءاً منها لا يزال دون المستوى المطلوب منذ بداية العام الحالي حيث حقق مؤشر مورجان ستانلي الذي يقيس أداء الأسواق الناشئة ارتفاعاً بنسب تراوحت بين 16% و35% خلال فترتي المقارنة، في حين أن مؤشر التداول لا يزال أقل بنسبة 6% من مستوى إغلاق سبتمبر 2008. من جانبه، قال المستشار الاقتصادي صالح الثقفي: حقق السوق السعودي في فترة وجيزة أهداف قصيرة المدى, وما زال الاهتمام قوياً ويشير إلى تحسنات اكبر في شهية المستثمرين على المدى المتوسط، وبالنظر إلى الظروف الدافعة لهذه التحسنات المبدئية فهي ما زالت قائمه وبالخصوص التقييم الاقتصادي الممتاز لكثيرمن الشركات وظروف السيولة العالية المخصصة للاستثمار وهي فوائض كبيره ستستمر بالنمو في ظل استمرار الدخل العالي للدولة ونمو وتوسع الاقتصاد السعودي بكافة جوانبه. وألمح الى أن السيولة تبدو داخلة للمدى المتوسط والطويل بالرغم من بعض تصرفات الأسهم المضاربية, وهذه السيولة التابعة لمستثمرين انتظرت وقتا للدخول. وأفاد ان استمرار تحسن كثير من أرباح الشركات ذات االملاءات المالية المنخفضة ونمو توزيعاتها النقدية يعد أمرا ملحوظا ومغريا بالمقارنة بالفرص الاستثمارية الأخرى مثل الفوائد أو المرابحة. وأبان الثقفي أن أكثر ما يدعم الأسعار المتزايدة بشكل ممتاز هو عدم انتظار كثير من المستثمرين لأي تصحيح الذي لن يأتي بالطريقة التي يتوقعها البعض، مؤكدا أن نقاط المقاومة غير مهمة الآن لان كثير من المراكز التي يشغلها المستثمرون بعيدة عن هذه المستويات وحتى أهدافها السعرية بعيدة، مشيرا الى أن المستثمر على المدى الطويل لا يحتاج للحصول على توقيت لدخول السوق إن كانت لديه فوائض المالية, ومن الممكن الاستثمار بطريقة آمنة عند اتباع الدراسة والمشورة التي يحتاجها المستثمر واتباع النصائح المقدمة من هيئة سوق المال والموجودة على موقع الهيئة الالكتروني.