أقام البرنامج الثقافي " تواصل " في كلية الآداب بجامعة الملك سعود محاضرة للدكتور عبدالله بن محمد الغذامي أستاذ النظرية والنقد بالجامعة ندوة بعنوان " الوسطية وما بعد العولمة " ، حيث بدأها المحاضر قائلا: تحية لإخواننا في سوريا الذين وقفوا ضد الظلم ونحيي فيهم نبلهم وشجاعتهم، وأن مايحدث الآن في الشقيقة العربية صناعة للتاريخ، ونحن متأكدون أنهم سينتصرون في النهاية، وستنجح ثورة المظلومين على الظالم.. مشيرا في مقدمة حديثه بأنه لا يلوم أي جهة لا تريد استضافته في محاضرة أو لقاء. وقد جعل الغذامي حديثه عن الوسطية وما بعد العولمة مقصورا على الوسطية فقط دون ما الحديث عن ما العولمة معللا ذلك بما تحتاجه مرحلة ما بعد العولمة من الحديث في تفاصيل لا يتسع الوقت للحديث فيها.. إلى أننا دائما ما ننادي بالوسطية ونبحث عنها ، وأنه ليس من الممكن أن يقول أحدهم لست وسطيا.. فقد أجمع علماء التفسير أن كلمة وسطية تعني العدل وليست وسطا ً أو نقطة بين نقطتين.. موضحا بأن الآية الكريمة ( وجعلناكم أمة وسطاً) تدل على أن الإسلام هو دين الوسطية. كما وصف ضيف الندوة بأن الوسطية من خلال ما تحمله من دلالات مفاهيمية تظل في الوقت ذاته واحدة من النظريات المطروحة للحل.. حيث جاءت الندوة من منظور ما يمر به الكون الثقافي العالمي المعاصر من مرحلة متأزمة والتي يصفها د. الغذامي بأنها تمثل (التأزم النوعي) والتي يرى بأن هذه الأزمة النوعية كما يراها تتمثل في أزمة (ما بعد الحداثة) حيث ورثت مشكلات العولمة دون أن تتوفر لها حلول واضحة المعالم.. الأمر الذي جعل المحاضر يعرج على جملة من المحاور في سياق البحث عن حل والذي تبرز(الوسطية) فيه بوصفها واحدة من النظريات المطروحة للحل.. وصولا من خلال هذا البعد فقد طرح د. الغذامي العديد من الأسئلة التي تتقاطع في مرتكز المشكل نفسه من جانب، وحول النظرية الممكنة كجواب على الأسئلة ثقافيا من جانب آخر.. مستعرضا في هذا السياق جملة من الإجابات التي أرادها المحاضر أن تكون بمثابة الإجابات المرئية (عمليا) والتي قدمها د. الغذامي في سياق وضعها على محك التفكير المرئي العملي.. مستعرضا من خلال الندوة وقفات من لقاءاته في البرنامج ومحاضرتيه السابقتين باسلوب ينحو إلى الاختصار، والتي كانت أولاها تحت عنوان "القبلية والقبائلية" أما الندوة الثانية فكانت عن "الليبرالية الموشومة" مختتما حديثه بشكرالبرنامج (تواصل) على استضافته للعام الثالث على التوالي.. مثنيا بالشكر للمشرف على البرنامج الدكتور عبدالعزيز عطية الزهراني، ولحضور الندوة و للمبتعثين بالخارج الذين يتابعونه عبر البث المباشر. حيث جاءت هذه المحاضرة ضمن المحاضرات التي يقيمها البرنامج الثقافي (تواصل) بكلية الآداب بجامعة الملك سعود، تواصل من خلال الندوات التي يقيمها على التواصل مع القامات الثقافية والفكرية والإبداعية التميزة في مشهدنا المحلي.. حيث يهدف البرنامج إلى أن يكون جسرا أكاديميا إلى الثقافة بأسلوب مختلف من خلال تجاوز عتبات الدرس الأكاديمي إلى التواصل مع المفكرين والباحثين من خلال الندوات والمحاضرات، في سبيل الارتقاء بثقافة طالبات وطلاب الجامعة تحديدا من خلال هذا الرافد البرامجي الهادف.. إلى جانب التواصل مع مختلف المهتمين بالشأن الثقافي من خلال النقل المباشر للندوات التي يعقدها البرنامج عبر شبكة الإنترنت محليا وخارجيا، ما يجعل البرنامج من الجامعة وإلى المجتمع عبر سبكة الإنترنت.