كشفت صحيفة "الوطن" الجزائرية الخاصة الصادرة باللغة الفرنسية في طبعتها أمس أن ما يشبه "ترسانة حربية حقيقية" تم اكتشافها مخبأة تحت الرمال بمنطقة "عين أمناس" بولاية إليزي أقصى الجنوب الشرقي على بعد 43 كلم من الحدود الليبية. وأوردت الصحيفة استنادا إلى مصادر أمنية مطلعة أن السلاح الذي عثرت عليه مصالح أمن المنطقة يضم 15 صاروخا دفاعيا جويا محمولا SA-24 و 28 صاروخ أرض جو SAM-7 من صنع روسي ومجموعة هائلة من الذخيرة كانت مخبأة وأن مجموعة أخرى من السلاح تم اكتشافها في المحيط نفسه أول أمس دون تحديد كمية السلاح ونوعه. وتعتقد الصحيفة بناء على توضيحات مصادرها الأمنية أن يكون هذا السلاح جزءاً من ترسانة الصورايخ الليبية المقدرة ب 20 ألف صاروخ التي اشتراها معمر القذافي من روسيا خلال حكمه وهي الترسانة التي تم تهريب جزء منها خارج ليبيا زمن الأزمة الداخلية تقدرها فرنسا ب 10 آلاف صاروخ ولا تتجاوز حسب المجلس الانتقالي الليبي ال 5 آلاف قطعة. وذكرت الصحيفة أن العملية الناجحة لمصالح الأمن الجزائرية تمت بفضل معلومات كشف عنها مهربون ينشطون بالرواق الصحراوي المحاذي للحدود مع ليبيا وأن الأسلحة كانت في طريقها إلى أيدي نشطاء القاعدة في بلاد المغرب الذين يتحركون على طول الساحل الصحراوي. وكشفت المصادر الأمنية للصحيفة كيف أن المهربين من نشطاء الاتجار غير الشرعي بالسلاح المتحالفين مع الإرهاب خبؤوا السلاح على عمق عدة أمتار في الرمال باستعمال تقنيات تقليدية لتجنب تعرضه للتلف تتمثل أساسا في وضع طبقة دهنية على سطح الرمال، و إحاطة مختلف قطع السلاح بلفائف بلاستيكية وكيف أن المهربين يستخدمون جهاز تحديد المواقع (GPS ) لتسجيل التفاصيل ذات الصلة بموقع دفن السلاح قبل تحويلها إلى الزبائن بعد الاتفاق على الصفقة. وتؤكد عملية اكتشاف السلاح الليبي المهرّب بعمق الرمال الجزائرية بالقرب من الحدود الليبية المخاوف التي سبق للجزائر أن عبّرت عنها على لسان وزيره خارجيتها مراد مدلسي ووزير داخليتها دجو ولد قابلية بعد تدهور الوضع في ليبيا وتداول معلومات عن تهريب كميات هائلة من السلاح خارج ليبيا حيث لم تخف الجزائر خشيتها من احتمالات وصول هذه الأسلحة إلى معاقل القاعدة. وكانت السلطات العسكرية الجزائرية عمدت شهر ديسمبر في إطار مخطط أمني مشترك مع النيجر ومالي إلى غلق 30 موقعا استراتيجيا و ممرا سريا في الصحراء لمنع تسلل الجماعات الإرهابية وبارونات الاتجار غير الشرعي بالسلاح والمخدرات والبشر. وأوردت السلطات نفسها أن المخطط العسكري الجديد الذي شرع فيه منذ أزيد من شهرين، أفضى إلى انتشار عسكري جديد في منطقة الصحراء والساحل، وأن أهم ما يعوّل عليه المخطط هو زيادة الاعتماد على عسكريين وضباط من أبناء القبائل المحلية الموجودة في منطقة الحدود الجنوبية لمعرفتهم الكبيرة بسكان المنطقة وخصوصياتها و شعابها.