عقدت قمة ثلاثية إقليمية بين باكستانوأفغانستانوإيران مؤخراً في إسلام آباد حضرها رؤساء الدول الثلاث الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري والرئيس الأفغاني حامد كرزاي والرئيس الإيراني محمود أحمد نجاد، وقد تمحورت هذه القمة حول عدد من الملفات ومجالات التعاون البيني بين الدول الثلاث في مختلف المجالات وأهمها المصالحة الجارية في أفغانستان والتعاون في مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات وسبل تعزيز الرقابة على حدود الدول الثلاث وتعزيز التعاون في المجال الاقتصادي ومشروع خط الغاز الإيراني إلى باكستان وتطور العلاقات بين باكستانوإيران. ويرى المراقبون للشأن الاستراتيجي في باكستان بأن القمة أحرزت تقدماً ملموساً في العلاقات الباكستانيةالإيرانية من جهة، ومن الجانب الآخر فإنها أحرزت تقدماً في العلاقات الباكستانية مع أفغانستان، حيث طمأنت باكستانإيران بأنها لن تقدم أي مساعدة للقوات الأمريكية في حال شن أي هجوم أمريكي على طهران. جاء ذلك على لسان الرئيس زرداري خلال التصريحات التي أدلى بها علناً في اجتماعات القمة. ونصح نجاد باكستان بعدم السماح بفتح قنصلية عامة أمريكية في كويتا عاصمة إقليم بلوشستان الجنوب الغربي من باكستان لأن وجود قنصلية أمريكية بالقرب من الحدود الإيرانية المتصلة مع باكستان يعتبر أمر مقلق بالنسبة لإيران. من جانبها أكدت وزيرة الخارجية الباكستانية حنا رباني كهر بأن السياسة الباكستانية تجاه أفغانستان واضحة مؤكدة أن الاستقرار في أفغانستان يصب في صالح باكستان بشكل مباشر، وأن باكستان تدعم الجهود الرامية إلى عودة الأمن والاستقرار والسلام إلى هذا البلد المجاور لها. من جانبه حث الرئيس كرزاي باكستان على استئناف عملية نقل إمدادات قوات حلف شمالي الأطلسي المنتشرة في أفغانستان عبر أراضيها. إلى ذلك أبدى رئيس حزب جمعية علماء الإسلام مجموعة (س) الباكستاني الملا سميع الحق الذي يرأس معهداً دينياً عن استعداده للعب دور الوساطة لإقناع قادة حركة طالبان الأفغانية للجلوس على طاولة المفاوضات مع الحكومة الأفغانية من أجل تحقيق الأمن والسلام في أفغانستان.