بئر الغطفاء وتكتب أيضاً هكذا (الغطفى) وهي احدى آبار المزارع الجهة الشرقية من بلدة أشيقر القديمة، وأشيقر احد بلدان اقليم الوشم.لا تختلف بئر الغطفاء عن غيرها من الآبار، في الشكل أو الحفر أو الطي بالحجارة بل تبدو أصغر فوهة من الآبار التي حفرت بعدها، كما أن مظهرها العلوي و(زرانيقها) التي تركب عليها السانية بسيطة جداً بنيت فوقها من الطين وقليل من الحجارة، لكن بئر الغطفاء تميزت عن بقية الآبار بقدمها وتاريخها فهي بئر تضرب جذورها في عمق التاريخ حيث تحدد الوثائق عمرها بما يزيد على (650 سنة) وهذا التحديد جاء في وثيقة قديمة تعرف بوثيقة (وقف صبيح) المشهورة بل تعد من أقدم الوثائق في المنطقة حيث يرجع تاريخها إلى ما قبل سنة (747 للهجرة). بئر الغطفاء ليست عميقة بشكل كبير بل هي متوسطة العمق تشابه بقية الآبار في المنطقة (13 - 20 متراً) فعند الاطلالة في قاعها يمكن النظر إلى عمقها والماء فيها. ولكنها اليوم جافة ومثلها الكثير من الآبار المجاورة لها، وهذا المظهر لم يكن كذلك فيما سبق بل كانت كل الآبار غزيرة المياه ولكن التوسع في الزراعة في الاقليم وكذلك حفر الآبار الارتوازية ادى إلى نضوب واضح في المياه الجوفية السطحية وغور مياه الآبار التقليدية المحفورة باليد ومنها بئر (الغطفاء) تظهر على جوانب البئر الشمالية آثار احتكاك (السريح) وهو جزء من السانية سير من الجلد يحتك بالصخرة العلوية من البئر فيحدث فيها شقوقاً وذلك من كثرة احتكاكه أثناء عمل السانية، حيث تركب عليها في كل يوم سانية فلكل من أهل المزارع التي تستقي منها دوره المحدد في نظامها المعمول به عند الأهالي وتسمى تلك الادوار (وقعات) وتخضع لتنظيم وإشراف موثق ومتفق عليه. ولبئر الغطفاء (منحاة) تقع في شمالها ومن المنحاة وطولها يمكن قياس عمق البئر فأقصى مداها الشمالي يعني بعد العمق عن فوهة البئر لأن (الرشاء) عادة يأتي بطول المنحاة وكذلك بطول عمق البئر. وعلى العموم فإن بئر الغطفاء رغم قدمها وتاريخها البعيد الا أن مظهرها لا يتطابق مع شهرتها فليست ذات مظهر مهول وبناء قوي وفوهة واسعة بل عكس ذلك تماماً مما يؤكد أن السابقين كانوا لا يهتمون بغير غزارة الماء بغض النظر عن المظاهر الخارجية، وبئر الغطفاء كانت غزيرة الماء جداً وتسقي عدداً من المزارع.