إن من أعظم نعم المولى عز وجل على خلقه مبعث نبيه ومصطفاه وخاتم أنبيائه ورسله وخيرته من خلقه بعثه بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وأيده بالمعجزة الخالدة القرآن الكريم قال عليه الصلاة والسلام: ((ما من الأنبياء نبي إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة)) رواه البخاري. يقول الحق تبارك وتعالى (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أنّ لهم أجرا كبيرا) الإسراء: (9). هكذا على وجه الإطلاق فيمن يهديهم وفيما يهديهم ، فيشمل الهدي أقواماً وأجيالاً بلا حدود من زمان أو مكان ، ويشمل ما يهديهم إليه كل منهج وكل طريق ، وكل خير يهتدي إليه البشر في كل زمان ومكان . ويهدي للتي هي أقوم في التنسيق بين ظاهر الإنسان وباطنه ، وبين مشاعره وسلوكه ، وبين عقيدته وعمله ، ويهدي للتي هي أقوم في علاقات الناس بعضهم ببعض أفرادا ًوأزواجاً ، وحكومات وشعوباً ، ودولاً وأجناساً ، ويقيم هذه العلاقات على الأسس الوطيدة الثابتة التي لا تتأثر بالرأي والهوى ، ولا تميل مع المودة والشنآن، ولا تصرفها المصالح والأغراض الأسس التي أقامها العليم الخبير لخلقه، وهو أعلم بمن خلق، وأعرف بما يصلح لهم في كل أرض وفي كل جيل. وحين طلبت هيئة الأممالمتحدة من الحكومات الأعضاء موافاتها بنسخ من دساتير بلادها أمر الإمام المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل - طيب الله ثراه - حكومته بأن تبعث نسخة من القرآن الكريم وأن يُكتب لها أن القرآن هو دستورها الوحيد وأن أحكامه نافذة في كل أرجاء البلاد. ويأتي تنظيم المسابقات والمنافسات القرآنية المحلية والدولية ضمن سلسلة الجهود التي تبذلها وزارة الدفاع في خدمة القرآن الكريم، كل ذلك يأتي في سياق تعظيم القرآن الكريم في نفوس أفراد القوات المسلحة ليبقى على الدوام المعين الذي لا ينضب نستمد منه الروح المعنوية والإيمانية وترتبط به جاهزيتنا القتالية ارتباطاً عضوياً لا يتزعزع لنواجه بها كل المخاطر المستجدة ومصادر التهديد المعنوي والمادي. حفظ الله على بلادنا أمنها وإيمانها ووفق قادتها لنصرة الحق وأهله وجمع قلوبنا على الخير والهدى إنه سميع مجيب. * رئيس اللجان المنظمة للجائزة الثانية