لم تقف الإمكانات البسيطة عائقاً أمام القائمين على مدارس اللغة العربية والعلوم الشرعية لأبناء المسلمين في دولة سريلانكا بل أسهمت تلك المدارس في تخريج دفعات متتالية من طلابها بعد أن حصلوا على شهادة الثانوية العامة وقد أتقنوا اللغة العربية تحدثاً وكتابة مما مكن العديد منهم بفضل الله من حفظ القرآن الكريم. ومعهد دار التوحيد التابع لجمعية أنصار السنة المحمدية في مقاطعة كاندي واحد من تلك المدارس التي تميزت بمخرجاتها نظراً لاستقطابها عدد من القيادات والكفاءات التعليمية الذين تغلبوا على ضعف الإمكانات بالعمل الجاد والتخطيط السليم حتى أصبحت تلك المدرسة مقصداً للراغبين في تعلم اللغة العربية والعلوم الشرعية من أبناء المسلمين في كافة مدن وقرى دولة سريلانكا بالرغم من صرامة النظام داخل هذه المدرسة والمتمثل في بقاء الطلاب داخل أسوار المدرسة طوال سبعة أشهر متتالية هي مدة العام الدراسي الواحد يتخللها ثلاث إجازات قصيرة. "الرياض" زارت معهد دار التوحيد والتقت مديره الشيخ أبو بكر صديق وعدد من القائمين عليه الذين عبروا عن عظيم شكرهم للمملكة العربية السعودية والتي منحتهم قبل سنوات فرصة الدراسة في الجامعات السعودية حتى أصبح هؤلاء الخريجين مسلحين بالعلم الشرعي القويم مما جعلهم قادرين على تعليم اللغة العربية والعلوم الشرعية لأبناء الأقلية المسلمة في دولة سريلانكا إلى جانب تعليمهم العلوم العصرية. صديق: معلمو المدارس تخرجوا من جامعات المملكة.. ويقدمون خدمات جليلة للأقلية المسلمة ومن اللافت في هذه المدرسة ارتفاع دافعية التعلم لدى طلابها واحترامهم لمعلميهم ومدرستهم حيث رصدت عدسة "الرياض" عددا من المواقف التربوية في أول يوم من العام الدراسي الذي توافق مع الثلث الأول من شهر يناير الماضي إذ يحرص الطلاب قبل توجههم لمقاعد الدراسة على ترتيب أسرة نومهم في مقر السكن الطلابي في محيط المدرسة صباح كل يوم ، ثم ينتقلون للفصول الدراسية والتي يلزمهم احترامها خلع أحذيتهم خارجها يشاطرهم بذلك معلميهم الذين هم قدوتهم في مثل تلك التصرفات التربوية ، كما أن الفصول الدراسية ورغم مرور عشر سنوات من عمر المدرسة لا تزال جدرانها خالية من كتابات العابثين الذي تعاني منه مدارسنا، كما أن المقاعد الدراسية العتيقة في معهد دار التوحيد لا تزال صالحة للاستخدام رغم أن عمرها قد تجاوز العشر سنوات وكذلك الكتب الدراسية التي تسلم عهدة للطلاب في بداية العام الدراسي على أن تستعاد منهم في نهاية العام بحالتها الجيدة بفضل استشعار طلاب المدرسة لأهميتها وتكاتفهم مع إدارة المدرسة على العناية بها ، كما أن اللافت للنظر هو تقيد جميع الطلاب بزيٍ موحد للمرحلتين المتوسطة والثانوية في هذا المعهد بالإضافة إلى حرصهم على لبس "الطاقية" على رؤوسهم كرمزٍ للمنتسبين للعلم من طلبةٍ ومعلمين. ومن خلال جولتنا على الفصول الدراسية لاحظنا أنه يندر أن يوجد بين طلاب الصف الأول المتوسط في المدرسة من يتحدث اللغة العربية خلاف قلة من حفظة كتاب الله الكريم بينما يختلف الأمر في الصف الثاني متوسط حتى الثالث الثانوي الذي عنده يكون طلاب هذه المرحلة قد أتقنوا اللغة العربية باقتدار قبل أن يغادروا هذه المرحلة للتعليم الجامعي حيث أحلامهم الحصول على منحٍ دراسية في الجامعات السعودية رغبةً منهم في الاستزادة من العلم الشرعي القويم والإجادة التامة للغة العربية التي يعتزون بها ويتغنون بسحرها. ويقول مدير المعهد الشيخ أبو بكر صديق أن المعهد خلال السنوات الماضية يعتمد في موارده المالية بهدف تجويد التعليم فيه على ثلاث مصادر أولها دعم الجمعيات الخيرية السعودية النظامية وكذلك الرسوم الرمزية من الطلاب بالإضافة لعدد من الأوقاف التابعة لجمعية أنصار السنة المحمدية والتي ستكون في القريب العاجل بإذن الله الممول الوحيد لجميع مناشط الجمعية بما في ذلك المعهد مما يمكنها من تأمين مصاريفها من جهودها الذاتية دون الاعتماد على بقية الموارد. وخلال جولتنا في المعهد وحوارنا مع الكادر التعليمي لمسنا الحب الذي يكنه جمع المعلمين للملكة العربية السعودية وافتخارهم بأنهم حصلوا على فرصة التعليم في الجامعات السعودية خاصة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة وجامعة الملك عبدالعزيز والملك سعود وهو ما أكده الشيخ أبو بكر صديق الذي قال أن المعلمين يشعرون بالفخر لتعلمهم العلمي الشرعي في البلاد الطاهرة بعد أن حصلوا على منح تعليمية من المسئولين في المملكة حتى أنهوا بفضل الله دراستهم الجامعية وعادوا إلى بلادهم لإكمال رسالتهم في تعليم أبناء وطنهم العلمي الشرعي الصحيح. إدارة المدرسة جانب من مكتبة المعهد