تبين من دراسة شاملة صدرت قبل يومين في الولاياتالمتحدة، أن المرض النفسي منتشر بشكل كبير في الولاياتالمتحدة حيث يعاني ربع سكان أمريكا من أمراض نفسانية. وتقول الدراسة، إن ربع المرضى يعانون من عدم التنظيم النفساني، الشيء الذي يؤثر على مقدرتهم في التعامل مع الحياة. ويقول البروفيسور رولاند كيسلير وهو الطبيب المسؤول عن سياسة، الحالات الصحية في جامعة هارفارد، والذي قاد جهود هذه الدراسة، «إننا نتقدم العالم في مجالات عديدة وجيدة، ولكننا نتقدمه أيضاً في هذا المجال، والذي كنا نفضل أن لا نكون فيه». وتقول الدراسة إن هناك أسباباً كثيرة تساعد على وجود هذه النسبة العالية من الأمراض النفسية، من بينها عدم الالتفات إلى العلامات الأولى لهذه الأمراض، وعدم وجود تأمينات صحية ملائمة، وبسبب الخاصيات المميزة التي تحيط بالمرضى النفسانيين. وقال البروفيسور: «يجب على النظام القائم أن يضع الأمور في مكانها الصحيح، وذلك كي يستطيع أن يرتفع بمستوى العناية بالأمراض النفسية». والواقع أن الدراسات عن الأوضاع الصحية في الولاياتالمتحدة بدأت في الأربعينات، ولكن كل ما قدمته كانت، حتى عشر سنوات مضت، هي معلومات عامة تتخللها أشياء كثيرة. أما بالنسبة للدراسة التي نحن بصددها، فقد تبنتها جامعة «ماتشيغان»، لحساب الحكومة الأمريكية. وقد شارك فيها 9,282 شخصاً اختارتهم اللجنة بشكل عشوائي من 34 ولاية أمريكية. وحسب ما جاء في مقدمة هذه الدراسة، فإن هناك دراسة موازية تجري الآن في 37 دولة أخرى، ولكن العمل بها لم ينته بعد. من ناحية ثانية، أظهر استطلاع للرأي ان غالبية الاميركيين يشعرون ان الحرب على العراق لم تجعل الولاياتالمتحدة اكثر امانا، طبقا لاستطلاع نشرته امس صحيفة «واشنطن بوست» بالاشتراك مع شبكة ايه.بي.سي الاخبارية. وقال 52 بالمئة ممن شاركوا في الاستطلاع وعددهم 1002 شخص في الفترة من 2 وحتى 5 حزيران/يونيو، ان الحرب التي شنتها بلادهم على العراق لم تسهم في جعلها اكثر امانا على المدى الطويل، وهي الحجة التي استند اليها الرئيس الاميركي جورج بوش في غزوه العراق. ولم تتعد نسبة من قالوا ان الحرب جعلت بلادهم اكثر امانا من الارهاب نسبة 47 بالمئة، في اول مرة ترفض فيها الغالبية حجة الرئيس الاميركي في حربه على العراق بعد ان وصلت تلك النسبة في اواخر عام 2003 الى 62 بالمئة كما وصلت 52 بالمئة قبل ثلاثة اشهر. ولم تتجاوز نسبة الاميركيين الذين اعربوا عن عدم موافقتهم على الطريقة التي يتعامل بها بوش مع حملته على الارهاب 49 الى 50 بالمئة، مقارنة مع 56 بالمئة في نيسان/ابريل الماضي. ووصلت النسبة الاجمالية لعدم الموافقة على اسلوب بوش 52 بالمئة وهي الاعلى التي يحصل عليها منذ توليه الرئاسة واعلى بنقطتين من النسبة التي حصل عليها في نيسان/ابريل، حسب الاستطلاع. كما دل الاستطلاع على ان 56 بالمئة من الاميركيين لا يوافقون على الطريقة التي يقوم بها النواب الجمهوريون بعملهم، وكانت النسبة مماثلة للديموقراطيين.