وجد أحد جنود الاحتلال نفسه وحيدا في قرية (بدرس) الفلسطينية غرب رام الله، بعدما غادرت القوة التي دهمت القرية مساء الاربعاء لتنفيذ عملية ميدانية، فما كان من الاهالي الا ان وفروا الحماية له وسلموه الى قيادته دون أن يُلحقوا به أي أذى. ووقعت الحادثة عندما اقتحمت قوة من جيش الاحتلال بعدد من المركبات العسكرية القرية الحدودية غرب رام الله، بغرض ملاحقة عدد من راشقي الحجارة من الفتية، لكن مهمتها لم تستمر طويلا وسارعت الى الانسحاب، دون ان يلتفت قائد القوة انه نسي أحد جنوده خلفه. ووفقا لما اوردته وسائل الاعلام الاسرائيلية أمس، فقد لاحظ ابناء قرية بدرس الجندي وحيدا، بعد ان انسحبت قوات الاحتلال فابلغوه انه الان بمفرده في القرية، وان عليه الخروج كي لا يتعرض لاذى، غير انه لم يصدقهم في البداية وطلب منهم الابتعاد عنه. وقالت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان الجندي بدا خائفا ومرتبكا، وعندما تحقق من صحة كلامهم، لم يعرف ماذا عليه ان يفعل، غير أن الاهالي سارعوا الى طمأنته، فيما قامت مجموعة من الشبان بمرافقته حتى الجدار الفاصل الذي اقامته قوات الاحتلال على اراضي القرية، حيث سلموه الى قيادته دون ان يلحق به اذى. ونقلت صحيفة "يديعوت احرونوت" عن مواطنين في قرية بدرس قولهم "انهم عملوا معروفا مع الجندي ومع انفسهم، فلو ان الجندي اصيب ولو بصورة طفيفة لدمر الجيش الاسرائيلي القرية". وقالت "يديعوت" من تحقيق أولي للجيش الاسرائيلية تبين أن الفلسطينيين كانوا قد اعلموا عن جندي موجود في مناطقهم وقد يصاب بالاذى من قبل شبان القرية. وقد انتقل التقرير لقائد الفرقة الذي أمر باحصاء الجنود وعندما تبين أن جنديا واحدا قد نسي في القرية فعلا عادت الدوريات لانقاذه !!. بدوره، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي "أنه وخلال عمليات فعلية، انفصل لعدة دقائق أحد الجنود عن قوة دخلت في دورية روتينية بإحدى قرى رام الله، وهذا الموضوع قيد التحقيق". واشارت وسائل الاعلام الاسرائيلية الى حادثة مماثلة وقعت في قطاع غزة قبل خمسة أعوام، حيث ترك جندي من لواء غولاني على بعد حوالي 70 مترا غرب الجدار الفاصل، ولكن تم العثور على الجندي وتبين أن الجندي استغرق في النوم. يذكر ان جيش الاحتلال عمد الى تغيير تعليماته وفرض قيودا مشددة عقب اسر الجندي غلعاد شاليط، لافتة الى ان التنظيمات الفلسطينية لديها توجهات لتنفيذ عمليات اسر لجنود او مستوطنين، من أجل تنفيذ عمليات تبادل للاسرى في السجون الاسرائيلية.