شهدت إمارة دبي مساء أمس الأول الأحد تكريم الشهيد رفيق الحريري لنيله جائزة الشيخ راشد للشخصية الإنسانية للعام 2004 حيث قامت السيدة نازك الحريري نيابة عن أسرة الشهيد، بتسلم الجائزة من الشيخ احمد بن سعيد أل مكتوم رئيس دائرة الطيران المدني في دبي الرئيس الأعلى لطيران الإمارات رئيس اللجنة العليا المشرفة على الجائزة، وذلك خلال الحفل الخاص الذي أقيم في مركز دبي التجاري العالمي بحضور صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلطان بن عبد العزيز وحشد من كبار الشخصيات الدولية والعربية تكريما لهذه الشخصية التاريخية التي طالت مآثرها الإنسانية الساحتين العربية والدولية. وأكد الشيخ احمد بن سعيد ال مكتوم في كلمة ألقاها بهذه المناسبة على أن اختيار الشهيد رفيق الحريري لنيل جائزة الشخصية الإنسانية للعام 2004 ما هو إلا إنجاز جديد في سجل هذه الجائزة التي ساهمت منذ إطلاقها عام 1996، في ترسيخ مبادئ التكافل الاجتماعي، وألقت الأضواء على جهود خيرة لشخصيات رائدة في تاريخ منطقتنا، من أجل تنمية المجتمعات العربية والإنسان العربي في كافة المجالات، قائلا «يشرفني إضافة شخصية كبيرة بحجم الوطن العربي، هو الشهيد رفيق الحريري إلى قائمة الشخصيات التي فازت بالجائزة بعد أن تم اختياره بالإجماع من قبل أعضاء اللجنة». وقال: «نعم ان هذا الاختيار، جاء في محله ولم يأت عن عبث، فالشهيد، كان نموذجا فريدا للعطاء والتضحية، فاستحق هذا التكريم والتقدير والمحبة». وأضاف: «جميعنا تمنى أن يكون الشهيد الحريري، حياً يجلس بيننا الآن، لينال بيديه الكريمتين، هذا التكريم المتواضع بقيمته، الكبير بمعانيه، لأنه يجسد محبة شعب الإمارات لهذه الشخصية التاريخية، التي لن تغيب شمسها عن الساحتين اللبنانية والدولية، حيث ستبقى إنجازاتها الاقتصادية والإنسانية شاهدة على إرادة صادقة وكبيرة عملت بإخلاص من اجل البشرية جمعاء». واختتم كلمته قائلا: «إن الحديث عن إنسان مثل الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لا يمكن اختصاره في كلمات، فقد ملأ الحريري الدنيا بحضوره وعطائه وتضحياته ،، لذلك أتقدم بالنيابة، عن أسرة مركز راشد واللجنة العليا المشرفة على الجائزة، إلى أسرة الشهيد بأسمى آيات التقدير والفخر، لأنها كانت رفيقة درب مخلصة، لرفيق الحريري، هذا الذي كان وسيبقى مفخرة لكل العرب وليس للبنان فقط. فهنيئا للجائزة بالشهيد وهنيئا للشهيد، هذا الوسام من المحبة والتقدير من جائزة، تحمل اسم الإمارات وشعبها الوفي». وعقب تسلمها الجائزة قالت السيدة نازك الحريري «حبذا لو كان هو الذي يطل عليكم اليوم»، وقالت في كلمة مؤثرة لها أمام الحضور «إن أحلام الرئيس الشهيد لم تقف عند حدود بيروت وباقي مناطق لبنان لذلك وجد نفسه في الأحلام المتجددة في دبي. وكان يشعر بالاطمئنان الداخلي العميق. وقالت إننا ما زلنا كعائلة الرئيس الشهيد وشعب لبنان والأخوة العرب في انتظار معرفة الحقيقة معرفة من خطط ودبر ونفذ لاغتياله وهو الغالي على قلوب الجميع». وأضافت «إن الذين اغتالوا رفيق الحريري، أرادوا أن يقتلوا الاندماج بين الحلم والواقع، وخططوا لأن يجعلوا من لبنان ساحة جديدة للفوضى والخراب، وهو ما تمرد عليه شعب لبنان، ليؤكد مجددا على أهمية تعزيز الحوار البناء وعلى خيار الوحدة الوطنية». واختتمت السيدة الحريري قائلة «ما زلنا نحن كعائلة الشهيد وشعب لبنان والأخوة العرب في انتظار معرفة الحقيقة، معرفة من خطط ودبر ونفذ اغتيال زوجي الحبيب، واعتمادنا على الله تعالى في محنتنا هذه، وثقتنا وأملنا في الأممالمتحدة والدول الكبرى التي لا تقل اهتماما بما نحن فيه للوصول إلى معرفة الحقيقة». ومن جانبها قالت السيدة بي ناظير بوتو رئيسة وزراء باكستان السابقة في كلمة لها أمام الحفل ألقاها نيابة عنها السيد توحيد عبد الله أحد أعضاء مجلس إدارة مركز راشد: «بكل الحزن نتذكر حادثة استشهاد الحريري، الذي كان وما يزال، شخصا بارزا أعاد في حياته بناء لبنان، بعد الحرب الأهلية، كما أعاد في استشهاده بناء بلاده مرة أخرى،وهذا الإنجاز سيبقى في الذاكرة إلى الأبد»، وقالت: «نعم لقد أدى استشهاد الحريري، إلى خلق معادلة سياسية جديدة في لبنان وهنا أعود بمخيلتي إلى مقابلاتي مع الرئيس الشهيد , حيث استنتجت انه كان قائدا شجاعا يؤمن بالقيم الإسلامية الفاضلة». وأضافت «وأنا القي كلمتي هذه، يولد مولود جديد في هذا العالم. وبغض النظر عن مسقط رأس هذا المولود، فان حياة الأطفال الذين يولدون في أجواء بيوت آمنة مليئة بعطف الأم، تختلف عن حياة الأطفال الذين دمرت بيوتهم الحروب. في بعض المناطق من هذا العالم، يجبر الأطفال على الأعمال العسكرية والأعمال المهنية الشاقة وكذلك بعض أعمال الدعارة». وقالت: «نحن نستكشف أظلم بقعة، سواء كانت في الفضاء أو أعمق نقطة في قاع البحر. ومهما حققنا من معجزات علمية وثورة معلوماتية، ما يزال أمامنا المزيد من التحديات الإنسانية، حيث علينا دائما النظر إلى ما يعانيه أطفالنا من اضطهاد، إنه أمر مهم جدا ويجب أن نمنع الإساءة إليهم. الأطفال هم ضحايا في كل الحالات، لأنهم لا يملكون الخيار. الأطفال بعد أية كارثة سواء كانت طبيعية أو حربية، سواء كان معهم آباؤهم أو غير ذلك، دائما يلتجئون إلى معسكرات اللاجئين وسط العذاب، من أجل مأوى ومأكل وحماية». وأكدت قائلة: «وحتى مع وجود هيئات دولية مثل اليونيسيف وهيئة إنقاذ الأطفال في العالم , ولكنها لا تستطيع سوى حل جزء بسيط من المشكلة. ففي كثير من البلدان الفقيرة، تخصص الدولة ميزانية متواضعة لقطاع الخدمات الاجتماعية، في حين تصرف معظم المداخيل، من اجل الحصول على الأسلحة والميزانية العسكرية , وطالما تعتمد هذه البلدان هذا النهج، فسوف يبقى أكثر أطفالهم يعانون». هذا وشمل الحفل عرض فيلم وثائقي ابرز دور الشهيد الإنساني وإنجازاته الاقتصادية والسياسية بالإضافة إلى دور السيدة نازك الحريري الإنساني على الساحة اللبنانية، كما شمل برنامج الحفل عرضا مسرحيا لأطفال من جمعية الصم والبكم اللبنانية تلا ذلك كشف مركز راشد عن إصدار عدة مطبوعات بهذه المناسبة منها كتاب خاص عن الحريري تحت عنوان « الشهيد الحي » قدمه أطفال المركز للسيدة نازك الحريري وذلك بهدف إلقاء الضوء على بعض الجوانب المهمة من تاريخ هذا الإنسان الاستثنائي بعطائه وطموحاته بالإضافة إلى كتاب خاص يجمع الشخصيات التي فازت بلقب الشخصية الإنسانية منذ إطلاقها في العام 1996 وكتاب قصائد طفولية للشاعر كريم العراقي وعدد خاص من مجلة راشد يتضمن سيرة حياة الشهيد ومسيرة الشخصية الإنسانية.