أعرب عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي عن إعجابهم بحكمة وحنكة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله -, وقالوا: " إن الملك عبدالله قائد محنك وحكيم ولديه رؤية مستقبلية لتطوير بلاده ". وأشاد أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي بما تقوم به المملكة في الاستثمار طويل المدى والاهتمام بالاستدامة, منوهين بحكمة خادم الحرمين ونظرته لتطوير المملكة, مبدين إعجابهم بالترابط القوي بين القيادة والشعب بشكل أبهر العالم. جاء ذلك خلال الزيارة الرسمية التي يقوم بها وزير العدل الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى على رأس وفد رفيع المستوى يشمل عدداً من الجهات الحكومية والأهلية الى الكونغرس الأمريكي، حيث التقوا في حوار مفتوح وشامل كلاً من مرشحي الرئاسة الأمريكية السابقين السيناتور جون كيري والسيناتور جون ماكين وشيوخاً آخرين من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي. وقال السيناتور جون كيري مرشح الرئاسة الامريكي السابق ل (الرياض) أن المملكة أحد أهم الحلفاء في منطقة الشرق الأوسط, مؤكدا أهمية العلاقة التي تربط المملكة بالولاياتالمتحدة. العيسى: القضاء السعودي مستقل ولا تتدخل أي جهة في عمله وينهل من جميع المدارس القانونية واشاد السيناتور جون كيري بمبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات ”. وأضاف أن المملكة تثبت في المرة تلو الأخرى أهميتها ومكانتها الدولية من خلال عملها في مجال الاقتصاديات العالمية. ونوه بقوة شعبية الملك عبدالله لدى الشعب السعودي مبديا اعجابه بهذه اللحمة بين القادة والشعب. وقال السيناتور جون مكين مرشح الرئاسة الامريكية السابق ل(الرياض) ان المملكة لها دور مهم في منطقة الشرق الأوسط كمصدر للسلام والاستقرار ", منوها بمتانة العلاقات السعودية الأمريكية التي تمتد لسنوات طويلة جدا, واتفاق البلدين الصديقين في عدة أمور. السيناتور جون كيري ل«الرياض»: المملكة أحد أهم حلفائنا في منطقة الشرق الأوسط فيما أكدت السيناتور كي هوتشسون من جانبها أهمية المملكة كقائدة في منطقة الشرق الأوسط وكشريك تجاري مهم مع الولاياتالمتحدةالأمريكية, مشيرة إلى الشراكة والتعاون المتميز مع المملكة والعمل سويا للتعامل مع مختلف القضايا التي تمر بها المنطقة, منوهة بدور المملكة في استقرار الوضع في المنطقة. وأوضح وزير العدل ل(لرياض) بأن الجانب الأمريكي ثمن مستوى التحديث والتطوير الذي تشهده المملكة العربية السعودية في كافة المجالات كما ثمنوا الدور الكبير الذي يضطلع به خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله ومن ذلك مبادراته التاريخية ومنها دعوته لحوار الحضارات والثقافات والأديان، وبين الوزير تثمين من التقاهم معاليه في مجلس الشيوخ الأمريكي لدور المملكة في محاربة الإرهاب وأنهم وصفوا المملكة بأنها أهم شريك في محاربة هذه الآفة العالمية. السيناتور جون مكين: الدور السعودي مصدر للسلام والاستقرار في المنطقة كما التقى وزير العدل في حوارات ثنائية مع رئيس مكتب التحقيقات الفديرالي الأمريكي ورئيسة نقابة المحامين الأمريكيين وعدداً من كبار مسؤولي النقابة. وقد أوضح العيسى خلال هذه اللقاءات المسيرة التحديثية والتَّطويرية التي تشهدها المملكة على كافة الأصعدة، ومنها الإصلاح في آلية العمل الإجرائية للنظام القضائي والتي شملت إصدار نظام جديد للسلطة القضائية تم من خلاله تحديث مواد النظام السابق ليواكب مستجدات النظريات الحديثة في الترتيب الإجرائي لأعمال السلطة القضائية، مشيراً إلى أن القضاء السعودي في مادته الموضوعية يعتمد الأخذ بالاتجاه الأقرب للصواب في قراءة النص الإسلامي سواء كان هذا الاعتماد ناشئاً عن تشريع أو عن سابقة قضائية، إلى هذا لفت معاليه بأن القضاء في المملكة لا يعتمد اتجاه مدرسة بعينها في أعماله المتعلقة بالحكم القضائي، حيث يلاحظ الباحث أن المنهج اللاتيني يلتقي معنا في بعض المواد القضائية وفي مواد أخرى نجد التقاء المنهج الأنجلوسكسوني ففي الأول توجد تشريعات وإن كانت محدودة في مقابل الحالة الثانية التي تعتمد السوابق القضائية والتي يتم توصيفها في قراءات أخرى على أنها مبادئ قضائية بشروط معينة. وأضاف بأن نظام السلطة القضائية الجديد ركز على تعزيز مبادئ استقلال السلطة القضائية وعدم تدخل أي جهة في أعمالها وأكد بأن هذا الأمر يمثل ضمانة دستورية نصت عليها قبل نظام السلطة القضائية أهم الوثائق الدستورية للدولة وهي النظام الأساسي للحكم، فالقضاء مستقل ولاسيما عن السلطة التنفيذية فلا يجوز لأي جهة أن تتدخل في أعماله بما في ذلك وزارة العدل التي تعتبر في حقيقتها الحارس والضامن التنفيذي لهذا الاستقلال والداعم الإداري والمالي لعمل المحاكم لتوفير البيئة المناسبة للعدالة وعدم إشغالها بأي متاعب وأعباء إدارية ومالية من شأنها التأثير على صميم عملها وعلى متطلبات التفرغ للعمل القضائي البحت وقال إن مرجع السلطة القضائية هو الملك مباشرة ومن أهم واجباتها أن ترفع للملك عن أي محاولة لممارسة أي تأثير على سلامة هذا الاستقلال من أي جهة كانت، مؤكداً معاليه بأننا نسهر في وزارة العدل على توفير هذه الضمانات الدستورية في نظام عدالتنا دون أي تدخل في أعمال السلطة القضائية، وقال إن هذا النموذج الرائع في إيجاد معادلة التعاون بين السلطات بهدف الوصول لمعادلة التوازن السليم بين مفهوم التكامل ومفهوم الفصل بين السلطات وهو ما يسمى بالفصل الإيجابي لا السلبي لا ندعي تفردنا به، ولكننا نفتخر بأننا في طليعة من يطبقه بدقة ومن يوفر المزيد من ضماناته وقال إن هذا الشيء يمليه علينا النص الإسلامي الذي تتفق معه المبادئ المستقرة للعدالة. كما أضاف العيسى بأن النص الإسلامي يفتح المجال بمساحة أكثر في المواد القضائية المدنية والتجارية والجنائية، حيث يفوض غالب موادها للسلطة التقديرية للقضاء أو للنصوص التشريعية، وهذا أحد النماذج لما يسمى بعوامل المرونة والسعة في الشريعة الإسلامية، وقال إن الفقهاء والشراح المسلمين أثروا المادة الحقوقية بالقواعد والنظريات التي تستند على مقاصد وغايات النص الإسلامي، وأنه باستقراء العديد من القواعد والنظريات الحقوقية سواء في القانون العام أو الخاص نجد أن غالبها يتفق تماماً من القواعد والنظريات التي أسسها الفقهاء والشراح المسلمون تأسيساً على مقاصد النص الإسلامي، وأرجع معاليه ذلك لسبب واحد وهو أن قيم ومبادئ العدالة لا تختلف وأن الاختلاف إنما يكون في التفاصيل وهذه سائغة ومقبولة لدى الجميع. وقال إن هناك خطأ في تصور البعض، حيث يظن بأن الشريعة الإسلامية في التطبيقات القضائية تمثل حالة تتقاطع تماماً مع غيرها وقال إن هذا المفهوم خاطئ وليس له أي رصيد من الواقع ودعا معاليه كل الباحثين لإجراء مقارنة بين النظريات والقواعد التي احتوتها كتب الفقهاء والشراح المسلمون لتتضح الحقيقة. وأضاف معاليه بأن الإسلام يخاطب المنطق والعقل والفطرة السليمة ويدعو دوماً لتحريك العقل والتفكر واستدعاء نداء الفطرة واختيار الطريق الصحيح في التعامل والمعالجة والحكم. وأكد العيسى على أننا في المملكة لا نتبع أي فكر أو مصطلح أو اسم ولا نحمل أي هوية غير الإسلام بمفاهيمه الوسطية المعتدلة التي أسعدت البشرية وتعايشت مع الآخرين، مشيراً معاليه إلى أن البعض يبرر انحرافه الفكري وأهدافه الشخصية وتصوراته السلبية بتأويلات متعسفة وغير مرادة مطلقاً للنص الإسلامي وقال إن التطرف ليس له من ملاذ يعتقد أنه مؤثر على الآخرين سوى هذا الأسلوب المكشوف، وأن الإسلام لم يعان من التطرف مؤخراً فقط، بل عانى منه على طول تاريخه، حتى إنه بدأ في عهد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وكان يحذر منه ويرد عليه بقوة من خلال نصوص نستذكرها ونواجه بها المتطرفين الذين لا ملاذ لهم عنها مطلقاً ولا قدرة لهم على مواجهتها إلا بالمكابرة، ويخفف عنا وعن بقية المسلمين أن التطرف سنة كونية لا زمان لها ولا مكان وأن وجوده مرتبط بوجود الخير والشر في هذه الحياة، ومرتبط بوجود الجهل والعلم، والوعي والتخلف والتسرع والارتجال والحكمة، منبهاً معاليه بأن الدولة الحديثة التي بناها الملك عبد العزيز رحمه الله لها ما يزيد على القرن من الزمان لا تعرف هذا التطرف لا في مناهجها التربوية والتعليمية ولا في غيرها ما يدل على أن هذا الفكر طارئ ودخيل على المملكة ويؤكد ذلك أن المملكة في طليعة الدول التي استهدفها التطرف، موضحاً معاليه بأننا عشنا على مفاهيم الإسلام بوسطيته واعتداله ومحبته الخير للبشرية أكثر من قرن من الزمن في دولتنا التي أسسها جلالة الملك عبد العزيز رحمه الله، ولم يتكون هذا الفكر إلا حديثاً من قبل أشخاص معزولين فكرياً تعاطوا مع مفاهيم وأفكار تلقوها من الخارج. وتابع معاليه قائلاً: الحقيقة أن فكرنا الإسلامي المعتدل لم يسلم من استغلاله من قبل أشخاص أساؤوا لأنفسهم قبل أن يُسيئوا للآخرين، وقال نحن نتألم بشدة لضحايا الإرهاب في بلادنا وغيرها، ونعتقد أن الجريمة الإرهابية جريمة ذات بعد عالمي ويجب ألا ننظر إليها على أنها محلية وأن قضاءنا صارم وقوي في التعامل مع المتورطين في هذه الجريمة واصفاً إياها بالفوقية في التدرج الإجرامي ويكيف ظرفها بالظرف المشدد. والمملكة كذلك دولة استثناء في وجود شعب متجانس لا يشك مطلقاً في أنه تجمعه عقيدة وهدف واحد ومصير مشترك وأنه حريص على أمن بلده واستقراره لأنه يعني في النهاية المحافظة على كيانه وخياره المنهجي وأمنه الاجتماعي، وهذا يتطلب منه تفويت الفرصة على أعدائه مهما كانت أساليبهم وشعاراتهم، والشعب السعودي على درجة من الوعي واليقظة وعلى استذكار دائم لهذه الرابطة الوثيقة والمترسخة في وجدانه. وقال الوزير كثيراً ما تعطي المواقف والمشاهد والأحداث الأدلة المادية القاطعة وقد أكدت مؤخراً بشهادة جديدة على حجم التلاحم والترابط الوطني الذي تجمعه العقيدة الواحدة والمصير المشترك وهو ما يضحي المواطن السعودي من أجله بكل ما يملك، نعم هذه ثقافة المواطن في المملكة، وقد تربى ونشأ على هذه المفاهيم التي هو على قناعة تامة بأنها تدخل في معنى العقيدة والرابطة الوجدانية التي لا تتزعزع وأن الإساءة إليها تمثل تهديدا لمعتقده وأمنه الديني وسلمه الاجتماعي، فمنطلقات المواطن السعودي التي تربى ونشأ عليها في هذا الأمر على وجه الخصوص هي منطلقات تتعلق بالعقيدة وهو يدرك منذ القدم بأنه مستهدف في عقيدته ومحاولة الإساءة إليها بأي أسلوب من أساليب طرفي التطرف ولا يجهله من جانب آخر من يحاول إذابة معتقده ومفاهيمه الإسلامية الوسطية المعتدلة التي استطاعت قيادته في ظلها ثم بإخلاصه بناء الدولة السعودية الحديثة لتندمج بفاعلية وتأثير إيجابي مع عالمها ولتبني علاقات أخوة وصداقة تفيد وتستفيد منها. وتابع الوزير: لقد أكد لنا بعض من قابلناهم وخاصة من أعضاء الكونجرس بأن الشعب السعودي يحب ملكه وتعليقاً على هذا المعنى الجميل اسمحوا لي بأن أقول إن هذا لم يأت من فراغ بل من عقيدة قوية وقاعدة متينة وتربية رائعة نشأ عليها المواطن، يقابل ذلك تضحية وعمل جاد ومخلص من قبل القائد لشعبه. وقال الوزير: إن المملكة تمتلك ثروة عظيمة وهي المواطن السعودي المتماسك القوي المتمسك بدينه والوفي لقيادته التي يرى فيها أمله الكبير بعد الله في حماية عقيدته وأمنه ومواصلة تحقيق آماله، وهو يرى في تعاليم دينه بعداً متميزاً يجعله يتعايش مع الآخرين بسلم وأمان. وأفاض الوزير بأن تشريعنا وقضاءنا أكبر ضامن لحماية الحقوق والحريات، وقال إن للحريات حيزاً واسعا بشرط ألا تمس الدستور والنظام، فمتى تجاوزت الحرية منطقتها ودخلت منطقة محظورات الدستور والنظام فعندئذ تكون فوق الضوابط الوطنية وهي بهذا تدعو للفوضى والمساس بسيادة الدستور والنظام.