يعتبر موضوع منع التدخين بالأماكن العامة وإصدار العقوبات الحازمة تجاه المتجاوزين، من أهم الأمور التي نتمنى تطبيقها في أسرع وقت، للحد من هذه الظاهرة التي أرهقت صحة شبابنا وأهدرت أموالهم بما يضرهم، واعتقد ان الكثير حتى من المدخنين أنفسهم يوافقون على منع التدخين في الأماكن العامة، حيث أضحت ظاهرة مزعجة ومقززة خاصة في المجمعات التجارية والأسواق العامة، وتلك تعد تجاوزاً، فكم مرة سألك طفلك وهو يرى مدخناً يتجول بين المحلات أو يجلس في مكان مخصص للعائلات وهو يدخن بين أبنائه، لماذا يفعل ذلك، أليس التدخين مضراً لصحته إضافة لرائحة مزعجة؟ وقد لا تستطيع الرد عليه وإجابته بشكل مقنع، سؤالي: لماذا يصر البعض على أن يخنقك بدخان سجائره دون ذنب؟ الاجابة: السماح لهم بالتدخين في كل مكان عام!، وفي المقابل تجد من يعزز هذه الظاهرة إعلامياً، حيث تظهر العديد من المسلسلات والأفلام المعروضة البطل ومنذ سنوات طويلة بسيجارته التي لا تكاد تنفك من فمه لأنها اعتبرت جزءاً من مواصفات البطل القوي المفكر لدى العديد من منتجي الأفلام والمسلسلات، فكانت بمثابة القدوة لكل من يشاهد خاصة صغار السن الذين أصبح البعض منهم مدخناً تشبهاً بالبطل، أيضاً المدرسة ودورها في الحفاظ على أبنائنا وبناتنا بالتوعية والتوجيه والنصح والقدوة كذلك، أما أن يرى طفلك معلمة أو سائق (الباص) الذي ينقله للمدرسة يدخن فماذا سيكون رد فعله؟ نُشرت مؤخراً في (سبتمبر 2011) دراسة مهمة في دورية الصدر البريطانية (Thorax). حيث قام الباحثون بدراسة أكثر من ستة عشر ألف طالب وطالبة متوسط أعمارهم 4 -13 سنة في ست دول أوروبية للتحقق من علاقة محاولة الطلاب التدخين بمدى تعرضهم لأفلام تبرز التدخين. وقد استخدم الباحثون طرقاً بحثية معروفة ومحققة الفعالية للتأكد من هذه العلاقة. وبعد السيطرة على العوامل الأخرى التي تشجع على التدخين مثل تأثير العائلة والزملاء والمستوى الدراسي وغيرها، وجد الباحثون علاقة قوية بين التعرض للأفلام والتدخين عند الطلاب من الجنسين في جميع الدول التي شملتها الدراسة. واستنتج الباحثون أن الارتباط بين التدخين في الأفلام والتدخين بين المراهقين قوي جداً ويؤثر في المراهقين من مختلف الثقافات. وأضاف الباحثون أن الحد من تعرض الشباب للأفلام التي بها تدخين قد يكون له انعكاسات مهمة على الصحة العامة. نتائج هذه الدراسة مهمة لأن أبناءنا يشاهدون جميع هذه الأفلام المروجة للتدخين في المنازل دون رقيب. لذا فموضوع التدخين بكل أشكاله وأنواعه من (معسل وغيره)، يقلق الكثير وترك الأمر بهذه الحرية المطلقة سيزيد عدد المدخنين والمدخنات أكثر وأكثر، وأعداد المراجعين للعيادات والمستشفيات سيتضاعف، لكن التطبيق الحازم سيخفف ويحد من هذه المشكلة، فالجميع يود أن يستنشق الروائح الزكية عندما يخرج مع عائلته لأي مكان عام، ويستمتع بالجلوس في أي مطعم لتناول وجبة غداء أو عشاء، ولكن هل سيتركك دخان السجائر الذي يسابق رائحة الشواء إلى أنفك!!