أفهم وأتفهم ان تقوم الدول التي تتأثر ميزانياتها بخفض الرواتب، لكني لا أفهم ولا أتفهم أن تقوم وزارة الصحة بتخفيض رواتب بعض المستشفيات والمراكز الطبية المتخصصة ليتساووا مع الكادر الطبي لديها . والذي يمكن أن أفهمه هو أن تساوي وزارة الصحة منسوبيها بمنسوبي المراكز الطبية المتخصصة، بحيث ترفع رواتبهم أسوة بالكوادر التخصصية وكذا بيئة عمل لائقة بالعمل كأطباء، ما داموا متساوين في الشهادات والخبرات وساعات العمل.. وأفهم وأتفهم أيضا أن نمنح غير المواطنين من الأطباء بعض الامتيازات حتى نكسب خبرات وجودة لا تتوفر لدينا، لكني لا أفهم ولا أتفهم لماذا إذا تساوى الإثنان ( المواطن والوافد ) في ذلك لا يتساويان والامتيازات.. أفهم أيضا واتفهم، أن يكون لنا مراكز طبية مشهود لها بالتفوق، وأفهم وأتفهم أن علية القوم في الدول المجاورة يلجأون لها، وهذا مبهج جدا، لكني لا أفهم ولا أتفهم أن يكون لدينا مثل هذه المراكز الراقية يقابلها مستوى مستوصفاتنا مترد جدا. أفهم وأتفهم أن يكون لدى الدول قوانين صارمة للأجانب عندما يعملون داخل البلد وأولها عدم توفر مواطن للقيام بالعمل ذاته، مع مساعدة المواطن لكسب الخبرات والتقنيات اللازمة لعمله. لكني لا أفهم ولا أتفهم أن يكون لدينا أعداد كثيرة من العاطلين والذين يمكن جدا أن يقوموا بما يقوم به الأجنبي القادم غالبا بلا خبرة.. فمع حافز لابد من قوانين صارمة تحد من الاستقدام.. أفهم وأتفهم أن الدول تحمي اقتصادها وهذه الحماية تجعل الموارد البشرية والبيئة في خدمة هذا الاقتصاد، لكنى لا أفهم ولا أتفهم أن تقوم العمالة بتحويل مبالغ خيالية، ولا ينتبه لها أحد إلا إذا تجاوزت الملايين، في حين نريد أن نحاسب المواطن تحت عبارة ( من أين لك هذا ) كيف يمكن أن يأتي معدما ثم خلال أشهر يقوم بتحويل الكثير من المال . فالذي أفهمه هنا أن الرقابة المالية قاصرة ومقصرة.. وأفهم من ذلك أن العجلة الاقتصاد الوطني تدور دورات مبتورة. أفهم وأتفهم أن يلج بعض الناس بالشكوى من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأفهم وأتفهم الفرحة بتغيير الرئيس، ولكني لا أفهم لم لا يتغير نظام الهيئة الأساسي، واللائحة التنفيذية لها، ولا أتفهم كيف خلت من حقوق المواطن، بينما كانت هذه الحقوق واضحة فيما يخص الأمن العام بكل حقوله.. أفهم وأتفهم أن التجارة حق وأنها مكسب أساسي، وأفهم أن للأسواق مواقيت، وأفهم وأتفهم ضرورة أن تكون الأسواق عامرة ومحل جذب للزبائن، لكني لا أفهم ولا أتفهم لماذا يسمح ببقاء الأسواق مفتوحة لوقت متأخر جدا من الليل.. ولماذا لا تقنن أوقاتها، ترشيدا لكل شيء، الكهرباء والماء وتخفيف الضغط على المرور والازدحام الليلي. أفهم وأتفهم الحاجة الدائمة للتدريب على رأس العمل وأفهم وأتفهم أن وزارة الخدمة المدنية تعتبر مدة التدريب ضعف مدة الخبرة في العمل للترقية، لكني لا أفهم ولا أتفهم لماذا الفرع النسائي لمعهد الإدارة وهو الجهة المنوط بها التدريب للسيدات ليس لها فروع أخرى وتتركز بالرياض ، مما يجعل صعوبة على الموظفة أن تترك بيتها وكذا يكلف الدولة مبالغ مالية للانتدابات.. وأفهم وأتفهم بل وأفرح فرحا كبيرا بتثبيت العاملين والعاملات على البنود، كما أفرح جدا لتوظيف المواطنين على الوظائف التي كانت نائمة ( إن صح التعبير )، لكني لا أفهم ولا أتفهم لماذا لم تحتسب الخبرات جيدا، ولماذا يوظف خريجو الحاسب الآلي على المرتبة السادسة، بينما شهاداتهم تعادل السابعة. وكذا الفروع العلمية للجامعات.. أخيرا قد أفهم أن نجد مساعدا أجنبيا في محل وأن نجد مراسلا، وأن نجد مهندسا أو طبيبا، لكني لا أفهم ولا أتفهم ان يسيطر الأجانب على الأسواق بهذه الكثافة كملاك سوق السجاد مليء، سوق الأواني، سوق الخضار، حتى سوق السمك بالشرقية، والشرقية هي أم السمك وأهلها مشهورون بالصيد منذ القدم.. إنه الشيء الذي لا يفهم.. وأكثر منه التمر، فغبن أن يتكلم هندي عن التمر فتنقلب أسماؤه، فما أدراهم عن التمر، كلما غادرنا شيوخ حل محلهم أجانب.. واللهم رحمتك..