الحصانة وما أدراك ما الحصانة. هي خرق قانوني يحمي السياسي من الملاحقة القضائية والمحاكمة والعقوبة. وهذا متعارف عليه بين الدول. ولهذا قيل الحصانة هي السخرية من القانون. ولكن كيف تسللت الحصانة لتكون مقبولة. دخلت من أوسع الأبواب لأن الحصانة البرلمانية تحمي عضو البرلمان التشريعي من تهديد القوى التنفيذية للتأثير على قراراته. ويتمتع بها البرلمانيون والقضاة. وهي مضمونة إلا في حالة التلبس. وهذا المحمود من الحصانة أما ماسواه فشر كله. لماذا صارت الحصانة بضاعة رائجة يتهافت عليها السياسيون. لنتذكر أن السياسيين في كل أنحاء المعمورة أزعجونا بادعاءاتهم أنهم مخلصون لبلادهم، ويتفانون بخدمتها، ويقدمون الغالي والنفيس في سبيل رفاهية مواطنيهم وكرامتهم. لنتذكر أن التهم الإعلامية تصورهم دائما على أنهم قمم إنسانية، يندر وجودها، ويقال عن الخلف أكثر مما قيل عن السلف. إذا كان ذلك كذلك فلماذا الإصرار على الحصانة من بعض السياسيين الذين أمضوا عقودا في كراسيهم. هل يطلب الحصانة من كان مخلصاً؟ أم يصر عليها من كان أمينا؟ وهل سيتهافت عليها من كان يتفانى بخدمة وطنه. وهل يحتاجها من لم يظلم ويقتل وينهب ويدمر. أبداً، أبداً. فماذا تعني الحصانة في تلك الحالة. إنها اعتراف بالذنب والتقصير والنهب والتدمير. وربما هي أصدق ماقاله السياسي في حياته.