يترقب المتابعون لإثارة الدوري السعودي المتقدة هذا الموسم، لقاء القمة الكبير مساء يوم غد (الخميس) الذي يجمع طرفين من أهم أطراف المنافسة القوية على لقب الدوري هذا الموسم، وهما الأهلي والهلال، المرشحان الأوفر حظا إلى جانب الشباب ثم الاتفاق. ولعل أكثر ما يلفت الانتباه لدى المتتبعين لمسيرة الفريقين العريقين هذا الموسم قبيل مواجهتهما المنتظرة، يلحظ تباينا فنيا بينهما يحدث للمرة الأولى منذ سنوات طويلة، أفضى لتوجيه الترشيحات الباكرة بتحقيق الفوز نحو الفريق "الأخضر" على ضيفه "الأزرق" حتى وإن كان الأول قد خسر بسهولة بالغة من الثاني في مواجهة الذهاب برباعية نظيفة، إذ أن هذه الخسارة العريضة لم تحبط الأهلاويين في مطاردة لقب الدوري الغائب عن خزائن النادي منذ أكثر من عقدين، بل زادتهم إصرارًا على المضي قدما نحو حصد النقاط حتى تبؤ الفريق صدارة الدوري بكل جدارة واستحقاق، ولايزال مسيروه وحتى لاعبوه يؤكدون مرارا أن الحديث عن التتويج باللقب لايزال باكرا ولعله الأمر الذي دعم حضور الأهلي، وخفف من ضغوط الترشيحات الباكرة، تحسبا للمقبل من المواجهات وأقربها أمام المنافس الأهم وحامل اللقب الفريق "الأزرق"، الذي يبدو انه منطقيا وفنيا سيعاني أمام مضيفه الأهلي بعد الغيابات والابتعادات التي اجتاحت صفوف "الأزرق"، وفي ظل اخذ ورد من إدارة النادي في قناعاتها المعلنة بالجهاز الفني بقيادة الألماني توماس دول، وهو الأمر الذي بدأ يؤثر على مسيرة حامل اللقب، في ظل مايجده هذا الموسم من شدة المنافسة وتعدد المتربصين بصدارة الدوري، التي أخذت خطواتها تتباعد عن "الأزرق" جولة بعد جولة، ولعلها من المواجهات النادرة بين الأهلي والهلال في السنوات الأخيرة، التي يتفق عليها المتابعون بأفضلية الأهلي وتكامله، واستقراره إداريا وفنيا مع تألق لافت لعناصره الأجنبية، وهوالسلاح ذاته الذي فرط فيه الهلاليون هذا الموسم، بعد أن قهروا به خصومهم في السنوات الماضية، ويظل الأهم من فوز الأهلي أو انتصار الهلال، هو حضور الروح الرياضية المعتادة بين الفريقين العريقين داخل الملعب وخارجه، ثم إمتاع الجماهير الرياضية عموما بأجمل المستويات الفنية التي تليق بتاريخهما.