قرر المرشح الجمهوري جون هانتسمان الانسحاب من السباق الى البيت الابيض وتقديم دعمه للمرشح ميت رومني الذي يعتبر الاوفر حظا بالفوز بتسمية الحزب الجمهوري لمنافسة الرئيس باراك اوباما في الانتخابات الرئاسية. وشكل توقيت الاعلان مفاجأة كبرى لا سيما وانه جاء بعد ساعات على حصول هانتسمان على دعم صحيفة كبرى في كارولاينا الجنوبية التي تصوت السبت في اقتراع حاسم يمكن ان يؤدي الى حسم المعركة وتكريس رومني كمرشح الحزب الجمهوري للانتخابات. واعلن فريق حملة هانتسمان الانتخابية لشبكة "اي بي سي نيوز" و"سي ان ان" الاحد ان الاعلان الرسمي عن انسحابه من السباق سيتم لاحقا حين يعلن هانتسمان رسميا دعمه لرومني الذي يعتبر مثله جمهوريا معتدلا وكذلك هو من المورمون. واوضح تيم ميلر المتحدث باسم الحملة الانتخابية لحاكم ولاية يوتا (غرب) السابق ان هانتسمان (51 عاما) الذي شغل في السابق ايضا منصب السفير الاميركي في الصين "فخور بمسيرته" الا انه "لا يريد بعد الان الوقوف عقبة امام" ميت رومني. وقد تاثرت حملة هانتسمان الى حد كبير بسبب الانطباع العام بقربه من الرئيس اوباما. ورغم اطلاعه الكبير على السياسة الخارجية واطلاقه حملة ناجحة جدا في حزيران/يونيو من امام تمثال الحرية في نيويورك، الا ان حملة هانتسمان لم تتمكن من الحصول على تاييد الناخبين الاساسيين في الحزب الجمهوري. وقرر هانتسمان عدم خوض اول مراحل الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في ولاية ايوا (شمال) لوضع كل ثقله في انتخابات ولاية نيوهامبشر (شمال شرق) ظنا منه بانه سيحقق نتائج افضل هناك مع تقديم نفسه على انه محافظ معتدل. وانذاك قال هانتسمان المتحدر من احدى اغنى عائلات الولاياتالمتحدة، "في نيوهامبشر يختارون فعليا الرؤساء". لكن رهانه على الفوز في هذه الولاية او حتى ان يحل في المرتبة الثانية فشل حيث انتهى في المرتبة الثالثة خلف ميت رومني ورون بول. وعند اعلان قبوله المرتبة الثالثة في نيوهامبشر بدا هانتسمان واثقا من متابعة الحملة. وقد ارتفعت شعبيته الى حد كبير في استطلاعات الرأي عشية الانتخابات التمهيدية في نيوهامبشر ما اثار الامال لدى مؤيديه بان استراتيجيته الجريئة بدأت تعطي نتائج في اللحظة الاخيرة. وتحسن موقعه في استطلاعات الرأي بعدما رد بقوة خلال مناظرة على انتقاد رومني له بان توليه منصب السفير في الصين في ادارة اوباما يجب ان يبعده عن حمل ترشيح الحزب. وقال هانتسمان "انا دائما اضع وطني اولا" وجعل من "وطني اولا" شعارا جديدا لحملته وتعهد بتحسين الاقتصاد الاميركي اولا واستعادة ثقة الرأي العام المتلاشية في النخب السياسية. لكن حصوله على المرتبة الثالثة في نيوهامبشر كان المؤشر على تراجعه لا سيما وان الانتخابات التمهيدية تتجه نحو ولايات جنوبية تعتبر محافظة اكثر فيما اظهرت استطلاعات الرأي في كارولاينا الجنوبية انه حل في اخر المراتب. ويبدو ان اعلان صحيفة "ذي ستايت" وهي الاكبر في كارولاينا الجنوبية تاييدها له الاحد لم يحدث اي فارق بالنسبة لمرشح بدا وكانه يحظى بشعبية في وسائل الاعلام اكبر من تلك في صناديق الاقتراع. ومع قرار انسحابه من الحملة الانتخابية ينحصر السباق بين خمسة مرشحين جمهوريين هم رومني ورون بول والمحافظ المتشدد ريك سانتوروم ورئيس مجلس النواب السابق نيوت غينغريتش وحاكم تكساس ريك بيري، وسيخوض المرشحون الخمسة في وقت متأخر الاثنين (صباح الثلاثاء) مناظرة متلفزة اخرى في ميرتل بيتش.