يرى النصراويون أن فريقهم الأكثر تضررا من أخطاء التحكيم، وطغى الحديث عن الحكام في مجالسهم لدرجة بلغت تجاوز الأسباب الحقيقية والأهم التي أدت لغيابه الطويل عن البطولات، وما تلاه من ابتعاد عن فرق المقدمة في الدوري السعودي، وكنا على الدوام رغم قناعتنا بأن النصر كغيره من الفرق قد يستفيد وقد يتضرر من قرارات حكم إلا أن الشمس لا تحجب بغربال والغياب عن البطولات نتاج أخطاء إدارية وفنية وإهمال للقاعدة وضعف في التنافس على الصفقات الكبيرة، وإخفاق في اختيار العناصر الأجنبية وأخرى، وحتى وإن صدقت بعض الجماهير شماعة التحكيم في وقت مضى إلا أنها مع الأيام اقتنعت بأن الحقيقة ليست كذلك. وفي الأهلي سئمت الجماهير الأهلاوية من تبريرات إداراتها المتلاحقة منذ سنوات طويلة حين كان التحكيم كبش فداء، وأتذكر فعلا أن الأهلي تضرر من قرارات عدة لكنها لا تزيد قيد أنملة عن ضرر المنافسين، فظل الأهلي بأخطائه الإدارية وتخبطه وعدم استقراره في الأجهزة الفنية، وتخبط مسيريه في اختيار اللاعبين الأجانب، وترك الصفقات المحلية الكبرى للمنافسين فضلا عن الاستسلام لنغمة التحكيم واللعب على وترها من أجل إطفاء غضب جماهيري ظل كل ذلك سببا في الغياب الأهلاوي، ومع الإدارة المستقرة والجهاز الفني الكفؤ وقبله التركيز على القاعدة التي سيكون نتاجها مفيدا للكرة السعودية، وجلب لاعبين محليين جيدين العام الماضي وتغيير طرق اختيار الأجانب التي جلبت رباعيا مثاليا كشف الأهلي عن وجهه الجديد وتصدر الترتيب العام للدوري السعودي رغم أن الأخطاء التحكيمية لا تزال موجودة، وأضرت بالأهلي كما أضرت بغيره. فقد الهلال الأربعاء الماضي نقطتين ثمينتين على أرضه وفي حضرة أنصاره من أمام التعاون، وسط أداء فني متواضع لا يختلف عما قدمه (الأزرق) في مباريات عدة هذا الموسم، وإذا كان حكم المباراة مطرف القحطاني قد أخطأ التقدير في احتساب ركلة جزاء صريحة للمهاجم نواف العابد في الوقت القاتل من المباراة، كان من الممكن أن يقود احتسابها لهدف فوز يبقي الهلال متصدرا؛ لكن غض الطرف عن احتساب الركلة ونهاية المباراة بالتعادل الإيجابي 1 -1 لا يجب معه أن يخرج كل ردود الأفعال الغاضبة المصاحبة، من تصريحات تهكمية لمسؤولي الهلال، وقذف بالأحذية لحكم المباراة من الجماهير في الملعب، ثم الأخطر ملاحقة القحطاني في منزله والإساءة له ولأسرته والاعتداء على ممتلكاته، والحق أن الهلال لم يفقد الصدارة بسبب قرار حكم، بل لأخطاء إدارته الاستراتيجية في اختيار الجهاز الفني، وسوء التعامل مع اللاعبين الأجانب والذي أفقده أكثر من 15 مليون يورو، فهل مردود أجانب الهلال في العامين الماضيين يماثل ما هو عليه اليوم؟! إن الهلاليين الذين عملوا على مدى سنوات لتعزيز قوة فريقهم بعيدا عن صياح الآخرين وقادهم للسيادة على الكرة السعودية يركبون موجة من سبقهم بوضع التحكيم شماعة لإخفاقاتهم، ومتى استمر ذلك فسيجد الهلاليون صعوبة في نقد أنفسهم، ومعالجة أوضاعهم وهم الذين يبحثون عن أمجاد آسيوية قبل استمرار التفوق المحلي.