شاهد الملايين صور لفتاة صينية كانت تضحك في جذل خلال الساعات الأخيرة التي سبقت إعدامها. وكانت الصور التي تم تداولها عبر الانترنت في الأسبوع الماضي قد أظهرت الفتاة وهي تطلب بلوزة سوداء لتظهرها بمظهر اقل بدانة خلال تنفيذ حكم الإعدام عليها. وأخيرا شوهدت الفتاة وهي تنتحب أثناء اقتيادها لإنهاء حياتها بعد إدانتها بتهريب المخدرات. وتوصلت صحيفة «ميل اون صنداي» إلى أن الفتاة «هي زايولينغ» البالغة من العمر 25 عاما لم تكن من عتاة المجرمين بل فتاة بسيطة قادمة من الريف وأُقحمت في تجارة المخدرات وتم استخدامها كمروجة من قبل صديقها. وأسوأ من ذلك أنها خدعت بتلقي حكما مخففا إذا اعترفت بجريرتها. وهذا ما فعلته لينتهي مصيرها إلى الإعدام. دونغوي تشرب حساءها المفضل وأثناء محاكمتها، توسلت زايولينغ للقاضي من بين دموعها قائلة،» أرجوك امنحني فرصة ثانية في الحياة.. إنني ارغب في الحياة.. إنني مازلت شابة.» ولكن بعد تسعة أشهر من محاكمتها، تم إعدامها بطلقة نارية اخترقت مؤخرة رأسها. لقد كانت زايولينغ ساذجة إلى حد أنها اعتقدت حتى النهاية أنها ستنجو من الإعدام وان عقوبتها ستخفف إلى السجن لمدة 15 عاما على الأكثر.وكانت تقول لرفيقاتها من النزيلات،» سيكون عمري 40 عاما فقط عندما يتم إخلاء سبيلي.» وقد تثير تفاصيل قضية زايولينغ المستقاة من سجلات المحكمة والتقارير الرسمية والمقابلات الشخصية المزيد من النقاش حول عقوبة الإعدام في الصين، حيث يفوق عدد من يتم إعدامهم هناك عددهم في أي مكان آخر في العالم. وتم التقاط صور زايولينغ من داخل مركز اعتقال النساء في ووهان بوسط الصين في 24 يونيو 2003 ولكن السلطات حظرت نشرها باعتبارها بالغة الحساسية في ذلك الوقت وأنها قد تثير تعاطفا مع النساء السجينات.وتوثق الصور للساعات العشر الأخيرة قبيل إعدام زايولينغ وثلاث نساء أخريات، في توقيت تزامن مع الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة المخدرات. زايولينغ تجرب الحذاء الذي سترتديه يوم إعدامها وكانت زايولينغ قد ترعرعت في أسرة ريفية بمدينة زيانتاو بإقليم هوبي.وبعد إكمالها دراستها الثانوية، عملت باليومية في أحد المصانع .ولدى بلوغها سن 24 عاما، انتقلت إلى مدينة زهونغشام بجنوبي الصين حيث التقت بصديقها وانغ كيزهي، غير أنها سعت للانفصال عنه عندما اكتشفت انه تاجر مخدرات. ولكن وانغ تمكن من استمالتها مجددا بعد أن أغرقها بالهدايا مثل المجوهرات والهواتف الجوالة. وفي شهر يناير 2002 ، تمكن وانغ من إقناعها بنقل شحنة من الهيروين كانت مخبأة في فرن مايكروويف من مدينة غوانغزهاو إلى ووهان وتسليمها في احد الفنادق. ثم قامت بنقل شحنتين أخريين لصالح وانغ في شهري فبراير ومارس غير انه تم اعتقالها خلال الرحلة الثالثة إلى ووهان وتم ضبط 7 كيلوغرامات من الهيرويين في حوزتها. وتمكن صديقها من الهرب ولم يتم اعتقاله. وفي معتقلها نصحها المحققون.» بان تعترف بجريرتها بأمل الفوز بحكم مخفف ونفذت النصيحة ليتم الحكم عليها بالإعدام في شهر سبتمبر 2002 . وقال مصور صحافي كان قد سمح له بالالتقاء بالسجينات لحوالي عشر ساعات، إن زايولينغ كانت على قناعة تامة بان الحكم سيتم نقضه. زايزلينغ وكينغزياو يلعبن الورق وأضاف الصحفي قائلا،»قالت لها النزيلات الأخريات إن الحكم سيتم تخفيفه إلى السجن لمدة 15 عاما. لقد كانت تغني في زنزانتها. كانت فتاة بسيطة ولم تفكر قط في أنها ستعدم. اعتقد أن الحارسات شجعنها على تصديق ذلك ربما شفقة بها، لأنهن كن على علم بأنه ما من فرصة أمامها.» ولم تتقبل زايولينغ مصيرها إلا قبيل سويعات من إعدامها ، أي عندما تم أخذها لتوقع على أوراق إعدامها ، ثم كتبت رسالة إلى والديها تعتذر فيها عن تخييبها لأملهم فيها وقالت،» لم أكن اعلم إنني سأقع في ورطة كهذه. كنت أود أن اكسب المال لمساعدتكم ولكن كل شيء نحا منحى خاطئا.» وتم إعدام زايولينغ مع ثلاث نساء أخريات مدانات بنفس التهمة . وقام تلفزيون فونيكس في هونغ كونغ لأول مرة ببث صور النزيلات الأربع وهن ، ما كينغزياو ولي جوهاو و داي دونغوي بالإضافة إلى زايولينغ وهن يمارسن حياتهن العادية داخل محبسهن كأي سجينات أخريات. وتوضح الصور ، السجينة دونغوى وهي تطوي بعناية ملابس السجن الحمراء على أرضية الغرفة وتبتسم للكاميرا وهي تختار بلوزة حمراء لتكون آخر قطعة ملابس محببة لديها لترديها قبيل إعدامها. وأثناء جلوسها مصفدة اليدين والقدمين على مرتبة على الأرض ، تمسك دونغوي بسلطانية حساء وترفعه إلى فمه بيدها المغلولة. وفي مشهد آخر تجلس جوهاو داخل زنزانتها وهي تملي على زميلتها وصيتها. وعلى بعد ياردات منهن تبرز الصور السجينتين زايولينغ و كينغزياو وهن يضحكن ويلعبن الورق مع نزيلات أخريات. ويقول المصور إن زايولينغ كانت غاية فرحة ومتحمسة أثناء التصوير ، مشيرا إلى أنها كانت أكثر النزيلات حيوية وابتساما. وفي مشهد آخر تقوم كينغزياو( 49 عاما) بمنح ملابسها إلى نزيلة كانت بحاجة إليها قبل أن تنتقل إلى زنزانة مؤقتة تضم زمياتها زايولينغ التي كانت تنتحب بشدة. وتوضح الصور الأخرى النزيلات وهن يصلن إلى ساحة الإعدام حيث انضممن إلى 16 امرأة أخريات تلقين الحكم نفسه. وكانت الحارسات يمسكن بزايولينغ التي لم تستطع أن تمنع نفسها من البكاء بصوت عال وهي تري نهايتها قد اقتربت. وبعد دقائق اخذ الحراس النزيلات الأربع بعيدا حيث تم إعدامهن بطلقات نارية على مؤخرات رؤوسهن. زايولينغ تبتسم وهي تجرب بلوزة سوداء سترتديها أثناء إعدامها حارسة تطعم داي دونغيو وجبتها الأخيرة لي جوهوا تملي وصيتها زايولينغ تبكي قبيل لحظات من إعدامها