لو عادت الأيام في البدء فكّر في أن يرسم صورتها ويعيش تفاصيلها بالرغم من تلبد صفحات غيابها هذا الحلم الذي اعتاد على إشعاله عندما لا يقنعه اقتناع ولا تأسره لحظة قابلة للحياة ظل يحلم بالإعادة وباللقاء سحرته الصدفة التاريخية التي قد تكون وتملّكته الأمنيات التي لم يجلبها إليه بل اختصرها في كل الأمكنة الغائبة * * * أسرته صورة إعادة تلك الأيام الآفلة لم يكن أمامه خيار إلاّ أن ينتظر ذلك الشريط لذي لم يصل بعد تحرك في داخله مزيج من القناعة والحلم نسي ما هو أهم بأن الأحلام لايمكن أن يعوّل عليها وأن مواويل القناعة لا تجلب معها حقول الذكريات التي يبدو أنها الآن اكتفت بأن تُروى. وتحكى ويُستمع إليها وتشعر بالامتنان * * * على حافة أيامه الآنية حاول أن يضبط نزوله وتحركاته على ما مضى من الأيام عقيدته ظلت متماسكة بأنه سيلتقيها ظل داخله مؤمناً باللقاء القادم دون مشقة في البحث عنها لم يكن يعرف الطريق إليها ومع ذلك استظل بلافتة الأمل التي أغرقته نسائمها وتحمّل التحديق في سطورها وكأنها ذلك السيد الذي يأمرك أن تخضع له ولإملاءاته * * * إنه قانون الأيام تغيب لتتدثر بغيرها وتخفت أضواؤها وكأنها تفتح باب الخداع طويل المدى * * * فاضت أحاسيس لحظات حلمه بالعودة وبدت وكأنه بلا دفاتر حساب يعيش لها ومعها في عالم خاص داخل نفسه ومخيلته ائتمن حلمه على ما يريد فأسكنه في دائرة الخيانة وبدا ذلك الحلم أرق وأخوف من أن يأتمنه على ما يريد ويكلفه بما ليس له قدرة على تحقيقه * * * لو عادت تلك الأيام التي غابت ولو قليلاً لتملأ حالة الفراغ والفوضى وتغلق تلك المنافي التي فتحت أبوابها لو عادت مع أزمنتها الآسرة والمثيرة لكن هل في عودتها ستطوى كل صفحاتك الآنية؟ وهل تستعد بأوقاتك الصعبة للتحول إليها؟