قتل 35 شخصا واصيب اكثر من 60 بجروح أمس في اعنف هجوم منذ اشهر في شمال غرب باكستان معقل متمردي طالبان. ووقع الاعتداء في احد اسواق جمرود احدى كبرى مدن اقليم خيبر القبلي الحدودي مع افغانستان، الذي تسلكه ايضا قوافل امدادات قوات حلف شمال الاطلسي المنتشرة في افغانستان. واكد مسؤول في الادارة المحلية شكيل خان عمرزاي "ان عدد القتلى ارتفع الى 35 واصيب 69 آخرون بجروح"، مشيرا الى ان هذه الحصيلة قد ترتفع اكثر لان "11 من الجرحى هم في حالة حرجة". واعتداء الأمس هو الاكثر دموية في باكستان منذ 15 سبتمبر الماضي عندما اودى هجوم انتحاري بحياة 46 شخصا اثناء جنازة في منطقة دير السفلى المجاورة. وهذه التهدئة النسبية في الاعتداءات الدامية غذت شائعات بشأن مفاوضات بين السلطات وحركة طالبان ما لبثت ان نفتها الاخيرة. وقال رئيس الادارة المحلية مطهر زيب "بحسب معلوماتنا الاولية ان (الاعتداء) ناجم عن قنبلة كانت مخبأة في حافلة صغيرة"، مؤكدا ان هدف الهجوم لا يزال مجهولا في الوقت الحاضر. من جانبها تبنت إحدى فصائل حركة طالبان الباكستانية والتي تعرف باسم مجموعة (طارق) الطالبانية مسؤوليتها عن التفجير، موضحة بأن التفجير عبارة عن ردة فعل واستياء الحركة ضد مقتل زعيمها القاري كامران الذي لقي حتفه خلال عمليات التمشيط العسكرية التي يجريها الجيش الباكستاني في منطقة القبائل الباكستانية لتطهيرها من نشاط المليشيات الطالبانية المسلحة. يذكر أن القاري كامران كان قد قتل في اشتباكات مسلحة دارت بينه وبين أفراد الجيش الباكستاني في منطقة "لندي كوتل" مؤخراً، وكان المذكور متورط في تنفيذ عدد كبير من الهجمات والعمليات الانتحارية على المصالح العسكرية في مختلف المناطق الباكستانية. وتنشط في اقليم خيبر حركات تمرد عدة مرتبطة عموما بطالبان وتندد خصوصا بالتحالف الاستراتيجي بين حكومة اسلام اباد والولايات المتحدة. ويعد اقليم خيبر الذي يضم ايضا عصابات اجرامية مختلفة احد نقاط العبور الرئيسية لقوافل امدادات قوات الحلف الاطلسي في افغانستان. لكن باكستان منعت عبورها منذ اكثر من شهر ردا على خطأ ارتكبه حلف شمال الاطلسي وادى الى مقتل 24 جنديا باكستانيا اواخر نوفمبر الماضي. وتعد المناطق القبلية في شمال غرب باكستان معقل طالبان باكستان وملاذا لتنظيم القاعدة وقاعدة خلفية مهمة لحركة طالبان الافغانية. وتبنت حركة طالبان باكستان حتى الآن العديد من الاعتداءات وهي تؤكد ولاءها لتنظيم القاعدة واعلنت "الجهاد" على اسلام اباد صيف 2007. ومنذ ذلك الحين اسفر اكثر من خمسمئة هجوم معظمها انتحاري عن مقتل اكثر من 4700 شخص في كل انحاء البلاد.