قبل عامين ونصف العام، طرحت في السوق اسطوانات غاز بلاستيكية، اتسمت بخفة وزنها، مما جعل المستهلك يقبل عليها رغبة في الحصول على تلك الميزة، ومنذ ذلك الوقت لم تبرز مشكلات تستدعي وضع تلك الأسطوانات قيد البحث على العقل في الواجهة الإعلامية وحديث المجتمع. لكن مستهلكين اشتروا تلك الأسطوانات البلاستيكية بمبلغ 350 ريالاً قد ذهلوا وهم يقفون امس عند محلات الغاز وقد أخبرهم البائعين بأن تلك الأسطوانات لم تعد تقدم لها خدمة التعبئة لدى شركة الغاز الأهلية، وبالتالي فإنه يتعين على المستهلك شراء اسطوانة تقليدية جديدة والاحتفاظ بتلك العبوة البلاستيكية فارغة في بيته، ربما للذكرى. حالة من الارتباك أحدثها هذا القرار في الأيام القليلة الماضية، مواطنون اتصلوا ب"الرياض" شرحوا معاناتهم تجاه تلك السلعة التي باتت لا قيمة لها اليوم بسبب ذلك القرار.. وكانت مشكلة عدم توفر العبوات المليئة من هذا النوع من اسطوانات الغاز قد بدأت قبل فترة في السوق. لكنها توجت اليوم بموقف واضح وصريح من شركة الغاز الأهلية التي تعاقدت مع شركة (حذار) لتسويق ذلك النوع من اسطوانات الغاز، إلا أن الأمور وصلت إلى إيقاف العمل بتلك الأسطوانات بعد 30 شهراً من التعاقد على تسويقها. م. محمد الشبنان وقال مدير عام شركة الغاز والتصنيع الأهلية المهندس محمد بن إبراهيم الشبنان أن الشركة أعلنت إيقاف التعامل بأنبوبة الغاز المصنوعة من البلاستيك المقوى بالزجاج الليفي بعد انتهاء فترة تجربتها بناء على عقد مؤقت مع إحدى الشركات الوطنية. وأوضح المهندس محمد الشبنان أن قرار إيقاف التعامل بأنابيب الغاز المصنوعة من لبلاستيك المقوى بالزجاج الليفي جاء بناء على انتهاء عقد التجربة وبدء عملية مراجعة فنية للاسطوانة ومدى ملائمتها للظروف البيئية في المملكة ونتائج تجارب الدول المجاورة التي استخدمتها في الآونة الأخيرة لهذه الاسطوانات وغيرها من المنتجات الحديثة. وأشار المهندس الشبنان بأن التبعات المالية الناتجة عن هذا القرار، فهي حسب بنود العقد المبرم مع الشركة المسوقة لأنابيب الغاز المصنوعة من لبلاستيك المقوى بالزجاج الليفي من مسؤوليتهم الكاملة ومنها مسؤوليتهم تعويض من يرغب في التعويض المادي الناتج عن قرار إيقاف التعامل بهذا النوع من الأنابيب. كما أشار مدير عام شركة الغاز والتصنيع الأهلية بأن هذا القرار ليس له اثر على مدى توفر الغاز في السوق المحلية وان الشركة ملتزمة بتوفير اسطوانات الغاز المعدنية الحالية في كافة مناطق المملكة ولكافة المستهلكين. وأشار مدير عام شركة الغاز والتصنيع الأهلية إلى أن أنابيب الغاز المعدنية الحالية المعتمدة من قبل الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة أثبتت كفاءة عالية وإن تداول أنبوبة الغاز المعدنية الحالية مستمر، وذلك بناء على ثبات نجاح تداول هذا النوع من أنابيب الغاز في السوق المحلية. وشدد مدير عام شركة الغاز على أن إحصائيات الدفاع المدني الرسمية تدحض وبما لا يدع مجالا للشك ما تم تداوله خلال الفترة القريبة الماضية من أن أنبوبة الغاز المعتمدة من قبل شركة الغاز والتصنيع الأهلية وراء 40 في المائة من حوادث الحرائق في المملكة، ما يعني أن ما ذكر في هذا الخصوص هو أبعد ما يكون عن الحقيقة. حيث أنه من واقع إحصائيات الدفاع المدني الرسمية لعام 1431ه فإن جل حوادث الحريق في المملكة هي ناجمة عن مشاكل في الدوائر الكهربائية بنسبة 35% ومن ثم عبث الأطفال 26.5% وتليها الأسباب الأخرى التي منها الانفجار الغازي والغباري بنسبة اقل من نصف في المائة.