أكد الخبير في معايير المحاسبة الدولية يوسف حسن، أن الأزمة المالية التي عصفت بالعالم عام 2008 أثرت بشكل كبير على مهنة المحاسبة والتدقيق، الأمر الذي جعل البعض يعتقد أن المحاسبين والمدققين كانوا سببا في الأزمة. وقال يوسف في محاضرة عن "نظرة حالية على تطبيق معايير المحاسبة الدولية في المنطقة والتحديات المصاحبة" عقدتها الهيئة السعودية للمحاسبين القانونيين أمس الأول في الرياض: "الأحداث في العالم والأزمات المالية تؤكد أن مهنة المحاسبة قد تغيرت بشكل جيد، ومنذ ذلك الوقت كانت هناك اقتراحات لتغيير مهنة المدقق والمراجع المالية". وفرض تساؤلًا مفاده ما الذي يقوم به المدققون، ليوضح : "إن المدققين يوفرون لكم الآراء التدقيقية، ويراقبون المساهمين وإدارة الشركة ليقوموا بعمل جيد. وأختصر ذلك بالقول: "المدققون هم الأوصياء على أموال المساهمين". وأضاف: المعايير المحاسبية التي يطبقها المحاسبون لم تكن سببا في الأزمة المالية، بل يقدمون نتائج محاسبية وفقا لما للبيانات المالية، نحن نقوم بالإبلاغ أن هناك فقاعة بانتظار أن تنفجر، كما حصل في دبي. وقال يوسف حسن أمام حضور أكثر من 180 مهتم في المحاسبة: "نحن لم نسببها ولم نفجرها نحن كمحاسبين، بل نقدم نتائج ونطور من المعايير". يوسف حسن وأوضح يوسف الفرق بين المعايير الدولية المطبقة في أغلبية دول العالم وبين المعايير المحاسبية في أمريكا، مشيرا إلى أن المعايير الدولية هي مبادئ وتوجيهات ولا تعتمد على قوانين، بينما الأمريكية هي قوانين تمنع شيئاً وتمنح أشياء. وقال: "مهنة المحاسبة والتدقيق تشهد حالة من عدم الاستقرار في العالم، لما تأثرت به أسعار العملة والشركات والأزمة المالية"، داعيا المختصين في هذا المجال الى التفكير في الإجراءات التي نعمل بها. وعن انتقال المملكة إلى تطبيق المعايير الدولية أوضح أن المعايير ليست مثالية فهناك اختراق وتحايل، ولكن المعايير الدولية مقبولة في العالم أجمع ، وأضاف : "المملكة ستصبح عضوا في مجموعة العشرين، ويجب أن يكون هناك لغة مشتركة بين هؤلاء الأعضاء". وأشار إلى أن هناك تحديات وفرصا في تطبيق المعايير الدولية، بعدم تغيير البيانات المالية، بل بتوعية المنظمين والإدارة والمستخدمين والمشرعين بفهم المعايير أولا ثم تطبيقها. يذكر أن هيئة المحاسبين ستعيد عقد المحاضرة للمتخصص في معايير المحاسبة الدولية يوسف حسن في مدينة جدة السبت المقبل في الغرفة التجارية في تمام الساعة 7.30 مساء.