يتوجه الناخبون في جنوب لبنان الى صناديق الاقتراع يوم غد الأحد في إطار المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية في البلاد التي هزها اغتيال صحفي معارض لسوريا. ويخوض حزب الله وحركة أمل الشيعية الأخرى المؤيدة لسوريا الانتخابات البرلمانية في لائحة مشتركة في جنوب لبنان تضمن فوزا مؤكدا في معقل الشيعة في لبنان المتاخم للحدود الاسرائيلية. ووضعت المعارضة اللبنانية المناهضة لسوريا والمتباينة خلافاتها جانبا وحملت سوريا والأجهزة الأمنية المؤيدة لها المسؤولية في اغتيال المعارض سمير قصير ودعت الى استقالة رئيس الجمهورية اميل لحود المؤيد لسوريا. ووجهت مجموعة من المعارضة إصبع الاتهام قائلة ان المهمة الاساسية امام البرلمان المقبل بعد الانتخابات التي تجري بين التاسع والعشرين من مايو - ايار والتاسع عشر من يونيو - حزيران ستكون اجبار لحود على الاستقالة. وتستعد قوى المعارضة لحصد الاغلبية في البرلمان المؤلف من 128 عضواً مدعومة بتحرك شعبي وسياسي منذ اغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري في الرابع عشر من فبراير - شباط الماضي الذي أدخل لبنان في أسوأ أزمة تعيشها البلاد منذ الحرب الاهلية التي استمرت من عام 1975 وحتى عام 1990 . وخرج خلال الأشهر الماضية مئات الألوف من المسيحيين والدروز والسنة المعارضين الى الشوارع للمطالبة بانسحاب القوات السورية من لبنان. واضطرت سوريا في شهر ابريل - نيسان الماضي تحت ضغط دولي الى سحب نحو 14 ألف جندي من لبنان تجاوبا مع قرار دولي بهذا الشأن. كما استقالت الحكومة المؤيدة لسوريا واستقال معظم قادة الأجهزة الامنية المؤيدين لسوريا. لكن المساومات الانتخابية في الاسابيع الأخيرة مزقت وحدة المعارضة ولم يدم التحالف الفضفاض طويلا بين اركانها الذين توزعوا في لوائح انتخابية متفرقة ومتنافسة واختلفت التحالفات بين مؤيد لسوريا ومعارض لها. ويستعد حزب الله وحركة أمل لحصد مقاعد جنوب لبنان الثلاثة والعشرين في المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية التي بدأت يوم الاحد الماضي في العاصمة بيروت ذات الغالبية السنية والتي حقق فيها سعد الحريري نجل رئيس الوزراء الراحل فوزا كاسحا. ومن اصل 23 مقعدا في الجنوب فاز بالتزكية ستة نواب من لائحة امل وحزب الله من ضمنهم بهية الحريري شقيقة المليونير الراحل. ويعتبر حزب الله وحركة امل الشيعية برئاسة رئيس البرلمان نبيه بري الاقوى في صفوف الشيعة الذين يشكلون اكبر طائفة في لبنان. وحاول حزب الله توسيع شبكة تحالفاته في مناطق لبنانية اخرى لتضم بعض قوى المعارضة حتى يمكنه التعامل مع الضغوظ التي تمارسها الولاياتالمتحدة لنزع سلاح حزب الله. وقال الشيخ حسن نصر الله الامين العام لحزب الله ان الجماعة التي تتعرض لضغوط دولية متصاعدة لالقاء السلاح ستقاتل أي أحد يحاول نزع سلاح حزبه الذي اجبر اسرائيل على سحب جيشها من لبنان في العام 2000. ويلح بعض الزعماء المسيحيين اللبنانيين على حل الحزب كما ظهرت بعض أصوات زعماء مسلمين يرون ان بقاء جناح الحزب العسكري هو خروج على المألوف يجب ان يحسم اذا كان للدولة اللبنانية ان تستعيد سيادتها كاملة. وسيراقب الاقبال على الانتخابات في الجنوب عن كثب، حيث يبلغ الناخبون 675 ألف ناخب . وكان 28 بالمئة من المقترعين أدلوا بأصواتهم في انتخابات بيروت. ولاول مرة يشرف مراقبون أجانب على الانتخابات بفريق يضم اكثر من 160 مراقبا يقوده الاتحاد الاوروبي. ويقول منتقدو سوريا ان قادة المخابرات السورية اثروا على الانتخابات السابقة لصالح بعض السياسيين المؤيدين لها. والعديد من اللبنانيين غير سعداء بقانون الانتخاب الحالي الذي وضع لصالح حلفاء سوريا في انتخابات عام 2000. ومن المتوقع عودة كثير من الوجوه القديمة الى مجلس النواب لكن سوريا لن تكون بعد الآن الحكم الوحيد في الحياة السياسية اللبنانية.