جاءت ندوة ( الصناعت الثقافية) ختاما لندوات ملتقى المثقفين السعوديين الثاني، بمشاركة الدكتور أحمد بن محمد الضبيب، د. عبدالوهاب بن محمد ابا الخيل، د. سعد بن محارب المحارب، وأدارها الدكتور جبريل بن حسن عريشي. وفي ورقة د.المحارب ( الإعلام الثقافي ودوره في التواصل الاجتماعي) قال: في رأيي أن المشترك بين الإعلام والثقافة يفوق ضده، فالإعلام في عمومه ممارسة إعلامية ثقافية، إذ أن صيغة الاتصال الجماهيري من حيث أسلوب الأداء ولغة التعبير والمعاني الأساسية وترتيب الموضوعات واهتمام كلها صادرة عن الثقافة، كما أن الثقافة متحولة بتحول وسائل الاتصال.. مشيرا إلى أن أحد أسباب التغيير الثقافي هو تغيير تقنيات الاتصال.. مستعرضا العديد من الأمثلة في التغيير بين السياق الثقافي والديناميكية الإعلامية على المستوى العالمي من خلال ما قدمته الدراسات البحثية في هذا المجال كما هو الحال في دراسة (ماكلوهان) ودراسة (هارولد إنيس) . وعن واقع الصلة بين الثقافة والإعلام ومدى العمق الذي يجمع بين القطبين قال أشار المحارب إلى أن الإعلام ضد الثقافة، وأنه سطحي مقابل عمقها، وبسيط أما تعقيداتها، معتبرا أن تصوره هذا يعود في مرده إلى مصدرين أولهما القياس من خلال الممارسة الإعلامية ، وثانيها الجهل بعلم الاتصال الجماهيري والافتراضي. أما عن التعبير الاجتماعي في هذا المجال الذي يأتي ضمنه الإعلام الثقافي فقد تحدث عن هذا الجانب بوصف المؤسسة الإعلامية مؤسسة اجتماعية ، والمؤسسة الاجتماعية تعبير ثنائي المصطلح يفترض ويشير إلى وجود مؤسسة تعمل في المجتمع.. مشيرا إلى أن مؤسسات المجتمع تعبر عن ستة أنظمة تتمثل في النظام السياسي، والنظام الاقتصادي، والنظام الاجتماعي، والنظام الأخلاقي (الديني) ونظام الاتصال الجماهيري.. مختتما حديثه بأن هناك صفتين رئيسيتين تتميز بهما المؤسسة الإعلامية عن باقي مؤسسات المجتمع، الأولى في أن المؤسسة الإعلامية تقوم بأدوار المؤسسات الأخرى، أما الثانية فهي أن المؤسسة الإعلامية مؤسسة غير ملزمة لجمهورها خلافا للمؤسسات الأخرى. أما د.الضبيب فقد تحدث فيها عن صناعة الكتاب في المملكة وبدأها بالتطرق لمراحل صناعة الكتاب ثم مرحلة التأليف، والإخراج ومرحلة الطباعة والنشر، والتي تتألف من النشر على حساب المؤلف والنشر عن طريق الناشر، وأوضح أننا بالمملكة أمام نوعين من الناشرين وهم الناشر الرسمي كالجامعات والمؤسسات الحكومية والوزارات والأندية الأدبية ونحوها وهي تخضع العمل للتحكيم بالغالب وتختلف درجته بالغالب، ومن معوقات النشر الببيروقراطية الحكومية لدى المؤسسات والمصالح الحكومية والتي تتسبب في تعطيل، نشر الكتاب لسنوات طويلة، ومن الحلول بنظر الضبيب ذكر أنه ينبغي أن يكون لدى هذه الجهات المرونة الكافية للطباعة خارج الجهة الحكومية حتى لاتتكدس الأعمال في مطابعها. وأشار د. الضبيب إلى أنه من سلبيات النشر عن طريق هذه الجهات الرسمية ، ضعف توزيع الكتاب والذي يبقى حبيس المخازن، وكذلك أن الناشر الحكومي يعتمد على مايسمى بالتبادل والإهداء، وليس لديها قوائم بالمكتبات المحلية والخارجية التي تهدي إليها المطبوعات، ولا تتوخى الاختصاص فيمن تهدي إليهم المطبوعات من الأفراد.. أما الناشر التجاري ينظر إلى الكتاب على انه سلعة تجارية يتوقع منها مردودا ماليا مربحا، ومايهم الناشر هو رواج الكتاب مهما كانت درجة العمق أو الضحالة.. مؤكدا على أهمية وجود مشروع متكامل تقترحه الوزارة، إنشاء أو مشاركة مع بعض الناشرين في إنشاء دار توزيع سعودية كبرى لتوزيع الكتب السعودية، وكذلك إنشاء موقع الشبكة ترعاه الوزارة يروج فيه للكتب السعودية الجديدة. وفي ورقة عن صناعة المعلومات التي قدمها د.أبا الخيل تحدث فيها عن تركيز المكتبات ومراكز المعلومات على صناعة المعلومات وتطوير البرامج التقنية وتطويعها وتوظيف التقنية في تقديم الخدمات المتنوعة، واستعرض أبا الخيل الوضع الراهن لصناعة المعلومات في المملكة من حيث تحديد حجم الأدوار فيما يتعلق بإنتاج المعلومات وتجهيزها وبثها، وتقديم الأنماط، وكذلك التعرف على العلاقة بين المعرفة وصناعة المعلومات، وعلى العلاقة بين الاقتصاد المعرفي وصناعة المعلومات، كما تم رصد أبرز الصعوبات التي قد تعرقل تنفيذ المشروعات التعاونية على أرض الواقع إضافة إلى الحلول التي يمكن أن تسهم في تذليل تلك الصعوبات.. والخروج ببعض المقترحات والتوصيات التي يؤمل أن تسهم في تطوير الوضع الراهن لصناعة المعلومات في المملكة.