أحوال الكتاب السعودي دعت بعض المشاركين في ندوة «الصناعات الثقافية» إلى طرح جملة من المقترحات، فاقترح الدكتور أحمد الضبيب إبراز قضية الحق في حماية فضاء المملكة الأمني والفكري في اجتماعات وزراء الثقافة العرب ووزراء الثقافة في دول مجلس التعاون الخليجي، وتبنيها عن طريق مشروع متكامل تقترحه الوزارة من اجل النهوض بالتواصل الثقافي بين مختلف البلدان العربية، وتسهيل مرور المؤلفات بين البلدان العربية دون حواجز. كما اقترح إنشاء دار توزيع سعودية كبرى، «تتولى توزيع الكتب السعودية داخل المملكة وخارجها، وفق إطار تبادلي مع دور النشر والمكتبات، كما تقوم بالترويج للكتاب السعودي في وسائل الإعلام المحلية والعربية ما أمكن ذلك، ولهذه الدار أن تأخذ نسبة من سعر الكتاب على ألا تكون أهدافها ربحية». أما الدكتور سعد بن محارب المحارب فقال إن المشترك بين الإعلام والثقافة «يفوق ضده، فالإعلام في عمومه ممارسة إعلامية ثقافية، إذ إن صيغة الاتصال الجماهيري من حيث أسلوب الأداء ولغة التعبير والمعاني الأساسية وترتيب الموضوعات واهتمام كلها صادرة عن الثقافة، كما أن الثقافة متحولة بتحول وسائل الاتصال»، مشيراً إلى أن أحد أسباب التغيير الثقافي «هو تغيير تقنيات الاتصال»، مستعرضاً العديد من الأمثلة في التغيير بين السياق الثقافي والديناميكية الإعلامية على المستوى العالمي، من خلال ما قدمته الدراسات البحثية في هذا المجال. وأشاد الدكتور عبد الوهاب بن محمد أبا الخيل بصناعة المعلومات في المملكة. وقال: «توجد في الوقت الراهن بذرة طيبة لإرساء هذا التوجه ودعمه خصوصاً في ما يتعلق منها بالإنتاج والنشر». وأضاف أبا الخيل: «عندما نلقي نظرة فاحصة على صناعة البرمجيات، نجد أن هناك الكثير من العوامل التي تساعد في إقامة هذه الصناعة، بما في ذلك توافر البنية التحتية المناسبة وتوافر الخبرة المحلية في تطوير التطبيقات العربية أو تعريب التطبيقات الأجنبية وتوافر رؤوس أموال قادرة على دعم هذه الصناعة». وشدد على ضرورة النهوض بالمكتبات العامة، فهي تعد من أهم مؤسسات صناعة المعلومات في المجتمعات المتحضرة «والتسليم بهذه الحقيقة ربما ساهم في بناء إستراتيجية وزارة الثقافة والإعلام في تأسيس عمل ثقافي وطني يواكب النهضة الحضارية، التي تعيشها المملكة في مختلف المجالات».