اضرب بخمسك لا تأكل بملعقةٍ *** إن الملاعق للنعماء كفرانُ لا أرى في هذا البيت من الشعر إلا محاولة للمفاكهة والمزاح، ولا يخرج إلى مكانة الأدب، وقد يتذوقه البعض. والدليل على ما أدعي هو استعمال مفردة "اضرب" لتعني "تناول". فهي - أي اضرب - خشنة بعض الشيء ولا تتواءم مع الطعام. وعلى العموم فاستعمال اليد لتناول الأكل لم يكن إلا بسبب ندرة أو انعدام الملاعق والسكاكين والشوك في الزمن الماضي، وصعوبة نقلها وغسلها وحفظها. ولا يزال الكثير منا يفضل اليد للأكل، مع وجود العدد الوافر من الملاعق في المنزل. ولا يجد في الأكل لذة ولا استمراء مالم يستعمل يده. وعند بدايات ورود الملاعق لمنطقتنا كانت تُستعمل فقط للمحلبيّة، لعدم إمكان أكل المحلبية باليد، وتوجد إلى جانب الصحن، ولا يُذكر أن ضيفا استعملها لغير تلك المهمة. وفي تايبيه حضرتُ مأدبة وواجهتُ بعض الإحراج في استعمال الأعواد للأكل. وفي الغرب - خصوصا في المآدب الرسمية - كان الله في عون الضيف إذا لم يكن لديه خلفية ولو بسيطة عن الموائد. إتيكيت الطعام من أكبر المجالات التي تحدث عنها خبراء المراسم، فهناك الملاعق والشوك والسكاكين وفوطة المائدة هم من أكثر أدوات المائدة استعمالا، فهناك قواعد تحكم استخدامهم في موائد الطعام المختلفة. ثم طريقة نقل الشوكة من اليد اليسرى بعد التقطيع إلى اليد اليمنى لتناول الطعام بها وترفع الشوكة ناحية الفم بحيث يكون سطحها المستوى لأعلى وبعد التقطيع توضع السكين على الطبق، وهذه هي أفضل الطرق، الطريقة الثانية تتمثل فى انه بعد تقطيع الطعام لا تنقل الشوكة إلى اليد اليمنى وتترك في اليد اليسرى ثم ترفع ناحية الفم لتناول الطعام بنفس الطريقة التي تمسك بها للتقطيع أي سطحها المستوى للداخل. ثم هناك أشياء لا يمكنك فعلها فإذا كان طبق الحلوى ذا مستوى مسطح وواسع فلك مطلق الحرية. أما إذا كانت الحلوى مقدمة في طبق عميق لا تترك مطلقاً الشوكة أو الملعقة بداخله، وإنما على الطبق المسطح الذي يقدم عليه الطبق العميق يمكن استخدام السكين كمساعد للشوكة لتسهيل التقاط الطعام، وفي هذه الحالة يتم الإمساك بها باليد اليسرى بنفس الطريقة التي تمسك بها في اليد عند تقطيع الطعام ويدفع بأعلى حافة نصلها الطعام للشوكة. وضع فوطة المائدة عند بداية تناول الطعام فبمجرد جلوسك على المائدة توضع الفوطة على الفخذين فلا توضع على ياقة القميص أو على بين أزرار القميص او على الحزام. وهذا بالنسبة لدعوات غير الرسمية، أما في حالة الدعوات الرسمية فهنا عليك الانتظار حتى تضع المضيفة الفوطة أولاً ثم يعقبها الضيوف ويمكنك ان تفردها. لن آخذ القارئ بعيدا، ولكن المآدب الرسمية "نكد" و"تطلع بطحلها"