منطقة الخليج العربي كانت ومازالت وستبقى منطقة اضطراب سياسي وعسكري برغم استقرار دول الخليج العربي. فقد كانت مسرحا لثلاث من أعتى الحروب بعد الحرب العالمية الثانية. وبرغم حرص دول الخليج العربي على أن تبقي المنطقة خارج دوائر التوتر العالمية إلا أن مصالح الدول العظمى تلعب دورا كبيرا في صنع الخلافات واستغلالها لزيادة نفوذها والحصول على وجود دائم في المنطقة. وبرغم ذلك لا تزال المنطقة معرضة لزلازل سياسية وعسكرية في ظل التعنت الإيراني والتدخل المتكرر في شؤون دول المنطقة الداخلية، واللعب بكرت الطائفية وتحريك مجموعات صغيرة للعبث بأمن دولها والتأليب على الأنظمة القائمة. وللأسف فإيران الملالي لم تختلف كثيرا عن إيران الشاه من حيث تهديدها لدول المنطقة ومواصلة احتلال جزر خليجية ورفض المناقشة حول مستقبل تلك الجزر. كما أنها لم تكف عن التلويح المتكرر بإغلاق مضيق هرمز مع كل أزمة تلوح بالأفق. ولم يكن مستغربا أن تهدد إيران مجددا بوقف الملاحة في مضيق هرمز الممر الرئيس لنفط دول الخليج العربي مع تصاعد الخلاف حول البرنامج النووي الإيراني والتغيرات السياسية في سوريا. ولأن دول الخليج تعيش حالة من الرغد لم تمر عليها في تاريخها فإن أمامها عدة حلول لتجاوز الصلف الإيراني ووضع حد لتهديداتها المتكررة. الحل الأول يتمثل في مد المزيد من خطوط نقل النفط من أبو ظبي والسعودية والكويت إلى الشواطئ العمانية على خليج عمان أو بحر العرب. أما الحل الآخر فهو عبارة عن شق قناة تمتد من الخليج العربي إلى خليج عمان تكون ممرا مائيا آمنا لناقلات النفط العملاقة وسفن الشحن التجارية بعيدا عن التهديد الإيراني. طبعا هناك عائق طبيعي عبارة عن سلسلة جبال على امتداد الشواطئ الأماراتية والعمانية على خليج عمان تتراوح مابين 500متر إلى أكثر من ألف متر في ارتفاعاتها عن سطح البحر. هل يمكن تجاوز هذا العائق الطبيعي؟ هل شق القناة ممكن عمليا؟ وهل تكون في جزء منها نفقا هائلا تمخره البواخر. وهل يمكن شقها من أم القوين إلى خور فكان. أو من نقطة أخرى من شواطىء الإمارات إلى نقطة مماثلة عمانية أو إماراتية؟ وهل لها جدوى اقتصادية واستراتيجية؟ وهل يمكن الاستفادة من الصخور والتربة المرحلة لمصانع الإسمنت وفي عمليات الردم البحري المتكاثرة على شواطئ الخليج العربي؟ هذه أسئلة يجاوب عليها المختصون. ولكن إن تحققت تلك القناة فستمثل بديلا عربيا آمنا عن مضيق هرمز الذي تتحكم فيه إيران، ويجرد إيران من سلاح استراتيجي تستخدمه في تهديد العالم وفي الضغط النفسي على دول المنطقة. بل إن مجرد طرح هذا الخيار يمكن أن تستخدمه دول الخليج العربي كسلاح تفاوضي مع إيران لحل الأزمات العالقة بما في ذلك أمن الممرات المائية.