أبدى المشاركون في ورشة عمل حول مبادرة " صندوق التنمية الزراعية " الخاصة بتطوير أساليب المناولة والتسويق للمحاصيل الزراعية بالتعاون مع أحد المكاتب الهولندية ، والتي عقدت في فندق ماريوت بالرياض تفاؤلهم حيال نتائج تلك الورشة التي يؤمل من خلالها أن تخدم المزارع البسيط بالدرجة الأولى ، حيث تناولت تلك الورشة التحديات والفرص في قطاع الخضار والفواكه في المملكة ، ومناقشة دراسة التسويق الزراعي عالي الكفاءة من خلال إيجاد سلاسل إمداد وأنظمة مناولة مستدامة ترفع من القيمة المضافة ، وفي الوقت نفسه المحافظة على البيئة ، وبالتالي تم اطلاق اقتراحات عملية ترفع كفاءة وجودة التسويق الزراعي وشدد المشاركون على الأهمية التي دعت الصندوق لطرح تلك المبادرة حيث صعوبة منافسة المنتج المحلي للمستورد في كثير من الأحيان لتدني مستوى عرض المنتج ، أو عدم توفره بالمكان، أو الزمان المناسبين مع التأكيد على تدني ثقة كثير من المستهلكين بسلامة بعض المنتجات المحلية ، والقلق على مناسبتها للاستهلاك الآدمي . حضور لافت خلال ورشة التسويق الزراعي وفي السياق نفسه، ذكر الصندوق أنه رسم استراتيجية جديدة بناها على دراسة تفصيلية للقطاع الزراعي واحتياجاته ، واضعاً أصابعه على أهم العوائق، مركزاً على مفاصل مهمة تحتاج إلى وقفات عندها. وإيماناً من الصندوق بأنه لا يمكن انجاز كل شيء في وقت واحد، اختار عدداً من قضايا القطاع ذات الأهمية العالية، ليقوم بالتالي بالتركيز عليها ولإيجاد الحلول لمعضلاتها ، بالتنسيق مع وزارة الزراعة وبمشاركة المهتمين من القطاع الخاص، فصاغ الرؤى التي توصل إليها في سبع من المبادرات. وهدفت الورشة إلى التعرف على التحديات والفرص، ووضع جدول أولويات، واقتراح حلول تتواءم مع رؤية دراسة الصندوق بمشاركة عدد من المهتمين بالمبادرة، ومن بينهم المزارعون، والجمعيات التعاونية والوسطاء والدلالون، وتجار الجملة والتجزئة ، والجامعات ومراكز الأبحاث ، والجهات الحكومية ذات العلاقة. الى ذلك، كان لافتا للنظر اثارة المشاركين ما ذكره الصندوق، وما تمت الاشارة اليه الأسبوع الفائت عبر الصفحة حول تدني مستوى جودة وسلامة المنتج المقدم للمستهلك نتيجة لأسلوب المناولة والتخزين والتعبئة والتوزيع ، وقصر العمر الزمني للمنتج ، الى جانب الخسائر الكبيرة التي يتعرض لها المزارعون نتيجة لحجم الفاقد ، وقيام المزارع نفسه بدور المناول المسوق لمنتجاته ، مما يشغله عن دوره الرئيس وهو إتقان عمله كمزارع ، فضلا عن عدم ربط العرض بالطلب لغياب المعلومات، ومحدودية إمكانيات الكيانات العاملة على تحقيق تلك المعادلة ، مع تذبذب الأسعار ، وارتفاع حجم التالف. على صعيد متصل، شارك الصندوق بورقة عمل خلال المؤتمر الدولي الخاص بالنخيل والتمور في الوطن العربي الذي شهدته الرياض، حيث استعرض رئيس الفريق التوجيهي لمبادرة الصندوق الخامسة الدكتور ابراهيم الشهوان ومدير ادارة متابعة تنفيذ أعمال المبادرات (منسق المبادرة) المهندس ناصر بن محمد الزكري دور الصندوق في دعم تصنيع التمور المحلية من خلال اطلاع الحضور على جوانب متعددة عن المبادرة، حيث مراجعة وضع قطاع التمور ، وتطوير أساليب المناولة والتسويق والتصنيع لمنتجات المملكة من التمور بإنشاء الكيان(الكيانات) اللازمة لتحقيق ذلك. واوضحا أن حجم هذا القطاع وأهميته الاستراتيجية وارتباطه التاريخي باقتصاد المملكة ، واعتماد دخول شريحة كبيرة من المزارعين والمواطنين عليه ساهم في طرح الصندوق لتلك المبادرة ، وكذلك التوسع الكبير بهذا القطاع خلال السنوات القليلة الماضية ، وأهمية رفع اقتصاداته ، والتعامل مع الفائض المتوقع من الإنتاج. ومن الأسباب الأخرى التي دعت الصندوق لذلك ، ضعف أساليب التخزين والمناولة والتصنيع ، وتدني مستوى الجودة للمنتجات ، فضلا عن بدائية معظم أساليب التعبئة والتجهيز ومحدودية استغلال المخلفات ، وتدنى مستوى القيمة المضافة على الرغم من حجم الفرصة المتاحة لرفع المردود الاقتصادي لمنتجات التمور ، وكذلك تعثر كثير من الجهود المتعلقة بتطوير إنتاج وتسويق التمور،وغيرها من الجوانب الاخرى .