أكد سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء أن مسابقة الملك عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم تعتبر من المسابقات المهمة المتميزة، حيث تكتسب تميزها ومكانتها العظيمة من مضمون المسابقة الذي تدور حوله وهو القرآن الكريم الذي هو كلام الله العزيز أفضل الكتب السماوية وخاتمها، ومن كونها تقام في أقدس وأطهر بقعة على وجه الأرض مكةالمكرمة، منبع الوحي ومهبط الرسالة، ومن كون تلك المسابقة تحمل اسم موحد هذه البلاد المباركة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله، كما تكمن أهميتها لشمولها للمتسابقين من داخل المملكة العربية السعودية وخارجها. جاء ذلك في حديث ل "سماحة المفتي العام للمملكة" بمناسبة منافسات الدورة الثالثة والثلاثين لمسابقة الملك عبدالعزيز الدولية التي تنطلق في الثالث والعشرين من شهر محرم الجاري 1433ه في أروقة المسجد الحرام وتنظمها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد. من أعظم وسائل حفظ الله لكتابه أن سخر ولاة هذه البلاد لخدمة القرآن وقال سماحته في مستهل حديثه: إن الغاية العظمى من إنزال الله للقرآن الكريم هو عبادة الله وحده لا شريك له، وإقامة دينه الذي ارتضاه الله لعباده، والحكم به، والتحاكم إليه في جميع شؤون الحياة كما شرع الله ورسوله r، والتقرب إليه سبحانه بتلاوته آناء الليل وأطراف النهار، قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ، ومن فضل الله ورحمته، وتمام نعمته على عباده أن جعل هذا القرآن الكريم محفوظاً بحفظ الله له، قال الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ، ومن وسائل حفظ الله لكتابه العزيز من التبديل، والتحريف، ومن الزيادة والنقص أن يسر الله تلاوته وحفظه في الصدور، وأعان على ذلك لمن أراد أن يذَّكر ويتعظ، قال الله تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِر. وأضاف قائلاً: من أعظم وسائل حفظ الله لكتابه العزيز أن سخر ولاة هذه البلاد المباركة، وعلماءها، وأهل الخير، وهيأهم للاهتمام بكتابه العزيز، والاعتناء به، وتعظيمه فأولوه جل اهتمامهم، وعنايتهم عملاً به، وتعليماً، ودعوة ومن أهم ذلك تكريمهم، وتقديرهم لحفظته، وتشجيعهم مادياً ومعنوياً، فأقاموا المسابقات المحلية والدولية، ورصدوا الجوائز القيمة الثمينة للحافظين، والمتقنين له، والنابغين في علومه، وبذلوا في سبيل ذلك الأموال الطائلة بسخاء، ومن أبرز وأهم ما يذكر في هذا الشأن فيشكر ما قامت به الدولة - حفظها الله - من إقامة مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم، وتجويده، وتفسيره بعناية، ورعاية كريمة، ودعم مادي، ومعنوي من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وسدد خطاه، وهذه المسابقة المباركة من حسنات ومناقب هذه الدولة المباركة التي تضاف إلى مكارمها الكثيرة في سبيل دعمها لخدمة الإسلام، وما يهم المسلمين في دينهم، ودنياهم، وحرصها على توحيد كلمتهم على الحق والهدى، وفهم كتاب الله العزيز على نور وبصيرة. واسترسل آل الشيخ قائلاً: إن هذه المسابقة تعتبر بحق من المسابقات المهمة المتميزة حيث تكتسب تميزها، ومكانتها العظيمة من مضمون المسابقة الذي تدور حوله وهو القرآن الكريم الذي هو كلام الله العزيز أفضل الكتب السماوية، وخاتمها، ومن كونها تقام في أقدس وأطهر بقعة على وجه الأرض مكةالمكرمة منبع الوحي، ومهبط الرسالة وأحب البلاد إلى رسول الله، وبها بيت الله العتيق، ومن كون تلك المسابقة تحمل اسم موحد هذه البلاد المباركة، ومؤسس هذا الكيان الشامخ الإمام الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله. وزاد سماحته قائلاً: وتكمن أهميتها "المسابقة" لشمولها للمتسابقين من داخل المملكة العربية السعودية، وخارجها لاسيما أن المقصود بذلك أهم طبقة في المجتمع وهم شباب الإسلام، عماد الأمة الإسلامية، ورجال الغد مما كان لذلك أبلغ الأثر في تقوية أواصر المحبة، والتعارف، والأخوة بين المسلمين، وإحياء روح التضامن الإسلامي، واجتماع القلوب على الخير والهدى، والتعاون على البر والتقوى، ولما لذلك من آثار حسنة، ونتائج طيبة على المتسابقين، وذلك لأن ربطهم بكتاب الله العزيز، وتشجيعهم على حفظه أدعى لقوة إيمانهم، وتهذيب أخلاقهم، وتزكية نفوسهم، وتربيتهم تربية روحية تصلها بالله سبحانه، وتنشئتهم تنشئة إسلامية سليمة مبنية على منهج سليم، وطريق مستقيم، ومسلك قويم، وفهم كتاب الله العزيز على نور وبصيرة، وفي ذلك تحصين لهم ضد المبادئ الهدامة، والأفكار الفاسدة، وحمايتهم من الانحراف العقدي، والتطرف الفكري. وبهذه المناسبة المباركة، وجه سماحته نصيحة للمتسابقين قائلاً: نصيحتي لإخواني المتسابقين أن يشكروا الله على أن اصطفاهم فجعلهم من أهله، وخاصته، وأن يتعاهدوا ما حفظوه من كتاب الله حتى لا ينسى، وأن يتلوه آناء الليل، وأطراف النهار بتدبر، وخشوع، وحضور قلب، وخوف من الله سبحانه، وأن يخلصوا النية لوجه الله محبةً له، ولكتابه، وأن يتعلموه ويعملوا به ويعلمونه لأهلهم، وأفراد مجتمعهم حتى ينالوا بركة هذا القرآن الكريم، ويحظوا بآثاره الطيبة، وتتحقق لهم الخيرية التي وعدهم الله بها فيكونوا من أهل الله وخاصته، روى عثمان بن عفان رضي الله عنه أن النبي r قال: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» أخرجه البخاري. وفي نهاية حديثه قال سماحة المفتي العام للمملكة : عملاً بقول الرسول r: «لا يشكر الله من لا يشكر الناس»، فإنني أشكر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود على رعايته الكريمة، وكامل عنايته، ودعمه لهذه المسابقة المباركة، وعلى ما يقدمه للإسلام والمسلمين في جميع المجالات، وأسأل الله جل وعلا أن يكتب له أجر ذلك موفوراً في صحائف أعماله، وأن يمتعه متاعاً حسناً مع طول العمر وحسن العمل، والشكر موصول لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية على دعمه، وتشجيعه لهذه المسابقة وأمثالها، وأسأل الله تعالى أن يجعل ذلك في ميزان حسناته يوم لقائه، وأن يمتعه بالصحة والعافية، ويحفظه من كل سوء ومكروه، كما أشكر وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وأسأل الله تعالى أن يجزئ القائمين والمشرفين على هذه الجائزة أوفر الجزاء وأعظمه وأن يمدهم بعونه وتوفيقه، وأن ينفع الله بهذه المسابقة الإسلام والمسلمين وطلاب العلم، وأن تكون فاتحة خير وعز لهم إنه سميع قريب مجيب.