مهما تنافر بعض المنتمين لقطاع واحد، فإن اللقاء سبيل قوي جدا لإذابة الخلاف أو الاختلاف أو حتى التناحر. والرياضة لدينا على مختلف الأصعدة والمستويات مثال حي، وفي الكثير من المناسبات ينادي البعض بأن يبادر قياديو الأندية المتنافسة باجتماعات ولقاءات، وكثيرا ما تفشل أو يبقى الحال على ما هو عليه قيد الكلام فقط. ومن السبل الأخيرة التي فعلت سريعا دعوة الأمير عبدالرحمن بن مساعد رئيس نادي الهلال إلى لقاء أو تجمع بين الأندية القيادية لبدء خطوة فاعلة بتحديد سقف عقود اللاعبين المحترفين. تطورت الدعوة إلى اجتماع في نادي الهلال ووافقت أندية الأهلي والاتحاد والشباب، في حين رفض نادي النصر بحجة أنه ضد المطالبة بتحديد سقف العقود، ولم يفكر في آفاق هذه الدعوة، بل لو حضر ودافع عن موقفه لكان أجود وأقوى، وهو ماخلص إليه المجتمعون بأنهم (لا يستطيعون تحديد سقف للعقود). وشخصيا أرى أن هذا من مسؤوليات لجنة الاحتراف. حضر مسؤولو الأندية الثلاثة في مقر الداعي وبمشاركة أعضاء بينهم محامون، ماعزز فوائد الاجتماع الذي في الأصل باركه الأمير نواف بن فيصل بن فهد (الرئيس العام لرعاية الشباب). وجود القياديين في غرفة واحدة من دواعي استثمار الرياضة كوسيلة في بناء لحمة المجتمع وتقوية أواصر الأخوة التي هي من سمات الرياضة وأصل وجودها في المجتمعات. لم يكن الاجتماع محصورا على (سقف العقود) بل كان أهم وأعم في بحث مشاكل كثيرة تعانيها الأندية سواء فيما بينها أو ضد بعضها. أعجبني المجتمعون أنهم صدروا بيانا وافيا زاد من قيمة اجتماعهم بالوصول إلى نتائج (جماعية) تسهل من مهمة القيادة الرياضية في بناء استراتيجياتها أو اتخاذ قرارات جديدة أو العدول عن مشاريع ربما تضر بالرياضة. من بين ماتضمنه البيان أن هناك مشاكل ستكتب في مذكرة سرية وترفع للأمير نواف بن فيصل. وطالبوا بإلغاء بدل السكن ومقدم العقد والراتب الشهري، وتوزيع قيمة العقد على مدته، وهذه من الحلول التي ربطوها بلائحة نادي الشباب. وكرروا المطالبة بحفظ حقوق اللاعب من خلال تسمية مهنته كلاعب محترف. واهتموا بحقوق الأندية من النقل التلفزيوني وهذا مانادى به كثيرون وسيكون الموقف أقوى باتفاق جماعي من الأندية. وشددوا على أهمية الاجتماع بهيئة دوري المحترفين لبحث سبل التواصل وتحقيق أهداف مشتركة. ولم ينس البيان قضية مشكلة الأندية السعودية التي تشارك في دوري آسيا وأهمية توحيد (المعاناة) ومخاطبة الاتحاد الآسيوي. أيضا، أوضح رئيس الأهلي الأمير فهد بن خالد أنه اتصل بالأمير فيصل بن تركي رئيس النصر ليكون موجودا في الاجتماع القادم، تأكيدا لاتفاق المجتمعين على الالتقاء مرتين سنويا، وهذا جميل جدا ويقوي موقف الأندية وعلاقتها ببعضها وأهمية دورها. المؤسف أن رئيس النصر (صغّر) ناديه من خلال إعراضه عن اجتماع القياديين في الأندية الكبيرة التي من شأنها أن تصنع القرار وتهيىء لمستقبل أفضل وتساهم بقوة في تلافي السلبيات. ولذا من واجب وباقي الأندية أن تكون في الاجتماع المقبل لمصلحة عامة. وأنوه هنا أن ناديي النصر والهلال قبل نحو ست سنوات تبادلت إدارة الناديين الزيارات فكان صداها قويا ومفرحا على عدة أصعدة بوجود دعاة ومشائخ.