في ظل اقتصاد عالمي متقلب .. تتسابق الدول لاكتشاف المزيد من مصادر الدخل ، فالبعض يسعى لجولات مكوكية يحاول من خلالها الزج ببلاده في العديد من الاتفاقيات التجارية ، بينما تتجه دول أخرى للدخول في تحالفات اقتصادية ، وبين هذا وذاك يهرع البعض إلى محاولة إنقاذ اقتصاده من تبعات مشاكل جيرانه .. بين كل هذه العواصف الاقتصادية تقف المملكة بشكل ثابت ومستقر فبفضل الله تملك العديد من الثروات التي تساهم في تنمية اقتصادها العام والخاص من خلال استغلال هذه الثروات بطرق علمية. هذا الاقتصاد القوي لا يمنع من التفكير في المزيد من مصادر الدخل فهناك ثروات موجودة لم تستغل الاستغلال الامثل .. هذه الثورة تتمثل في النفايات المستهلكة ، ففي الغالب يكون مصيرها الإتلاف من خلال الحرق أو الدفن تحت الرمال ، رغم ان العديد من الدول تتسابق لإعادة تدوير هذه النفايات لتقلل من تكاليف إنتاج الجديد منها ، وايضا لتحاول حماية بيئتها . فكرة التدوير كانت موجودة ومنذ بداية الحياة حيث قام المزارعون الأوائل بالاستفادة من بقايا فضلات البهائم ومخلفات المأكولات لتحويلها الى اسمدة عضوية طبيعية للزراعة ، هذا بالإضافة إلى استخراج المواد الصلبة والمعدنية ومن ثم تحويلها وتصنيعها يدويا لادوات يستخدمها الحدادون . المملكة ومع النمو الكبير الذي تعيشه في شتى المجالات تنتج يوميا الآلاف من اطنان النفايات وفي مختلف المدن بل وحتى القرى والهجر، والقليل من هذه النفايات يعاد تدويرها، هذه النفايات تختلف في اصنافها فمنها الأوراق وزجاج وبلاستك وحديد بالإضافة إلى القصدير والمطاط . في الولاياتالمتحدة على سبيل المثال ، تبدأ عملية تدوير النفايات من المواطنين انفسهم فهم يحتفظون داخل بيوتهم بحاويات خاصة لكل نوع من المخلفات فهناك حاوية صغيرة للورق واخرى للزجاج وثالثه للمعادن وهكذا ، بعد ذلك تنقل هذه النفايات عن طريق سيارات كبيرة تابعة لمصانع التدوير، هذه الشاحنات تتجه بحمولتها الى المصنع الكبير الذي تتم فيه تحويل كل نوع الى القسم المخصص له ، هذا المصنع يدار بمجموعة طلاب الجامعات الأمر الذي يقدم لهم الدعم المادي دراستهم . هذه المصانع قد تشكل حلا مهما في بلادنا للكثير من المشاكل فهي بالطبع ستكون مصدرا مهما لتوفير العديد من الوظائف للعاطلين ، كما انها ستوفر على الدولة والشركات الكثير من المال والجهد.