يرى خبراء ان مساهمة الجيش الاميركي الضخمة في مساعدة ضحايا المد البحري الهائل في آسيا توفر فرصة للولايات المتحدة لتعزيز وجودها في هذه المنطقة ولا سيما في مجال مكافحة الارهاب. ونشر 13 الف جندي مدعومين بعشرات السفن والطائرات والمروحيات لمساعدة اندونيسيا وتايلاند وسريلانكا الدول الاكثر تضررا بالكارثة التي ضربت المنطقة في 26 كانون الاول - ديسمبر. ويتوقع خبراء في واشنطن ان يبقى الجيش الاميركي منتشرا في هذه المنطقة على مدى ستة اشهر في اكبر عملية له في آسيا منذ حرب فيتنام. ويوضح ديريك ميتشل من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن ان الولاياتالمتحدة،بفضل قواعدها في اليابان وكوريا الجنوبية خصوصا «هي الوحيدة القادرة على تعبئة سريعة لوسائل عسكرية ضخمة لمواجهة اوضاع طارئة انسانية او استراتيجية في آسيا». وهذه الجهود التي لا سابق لها توفر فرصة لطمأنة الدول الاسيوية التي لا يزال لديها شبهات حول طموحات واشنطن العسكرية، ولتعزيز العلاقات في اطار «الحرب على الارهاب» التي باشرها الرئيس الاميركي جورج بوش، على ما يؤكد محللون.ويشدد روبرت ساتر الخبير في الشؤون الاسيوية في جامعة جورج تاون في واشنطن «ما يمكن للاميركيين ان يقوموا به مع قواتهم العسكرية هائل فعلا. في حال تمت ادارة هذا الوضع بحكمة فقد يؤدي الى تحسن في العلاقات العسكرية في المنطقة». ويضيف هذا الخبير «في سبيل ذلك فان الرسالة التي يجب ان تمرر هي ان الاميركيين ينشطون ليس فقط لمطاردة الارهابيين».وقبل وقوع كارثة التسونامي كان من غير المعقول ان ترسو حاملة طائرات اميركية في المياه الاندونيسية او ان يتعاون عناصر من مشاة البحرية الاميركية (المارينز) مع زملائهم في اكبر دولة مسلمة في العالم من حيث عدد السكان.فقد رست حاملة الطائرات الاميركية «ابراهام لينكولن» وعلى متنها ستة الاف عنصر على بعد 28 كيلومترا من شواطئ اقليم اتشيه الاكثر تضررا جراء الكارثة لنقل الاغذية والمساعدة الطبية الى هذه المنطقة.وقال الاميرال الاميركي دوغ كراودر لصحيفة (واشنطن بوست) انه يتوقع ان تعزز الجهود المشتركة هذه امكانية معاودة التعاون العسكري مع اندونيسيا الراكد حاليا.كذلك، قد يغير وصول نحو 1500 جندي اميركي الى سريلانكا رغم قلق الهند المجاورة، المعطيات ايضا. وتقول دانا ديلون الخبيرة في مؤسسة «هيريتدج فاونديشن» المحافظة ان «سريلانكا كانت تتمنى مساعدة عسكرية اميركية منذ فترة بسبب مواجهتها للمتمردين (جبهة نمور ايلام تاميل) لكن الاميركيين كانوا مترددين جدا».ويستخدم الجيش الاميركي خصوصا قاعدة اوتاباو التايلاندية وهي من مخلفات حرب فيتنام كمركز لتوزيع المساعدة الغذائية واللوجستية في جنوب شرق آسيا. وتعتبر تايلاند والفيليبين حليفتين كبيرتين لواشنطن غير ان الولاياتالمتحدة فشلت حتى الآن في توسيع نفوذها العسكري في المنطقة بسبب التحفظات الاندونيسية والماليزية خصوصا.ويعارض البلدان تعزيز الامن في مضيق ملقة الاستراتيجي اذ ان ذلك قد يؤدي الى تدخل لوحدات النخبة الاميركية.