] قال الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان أمام قمة طارئة افتتحت في العاصمة الاندونيسية جاكرتا صباح امس إن آسيا يمكن أن تتعرض لموجة ثانية من الضحايا لكن هذه المرة من أسباب يمكن منعها. وقال عنان «لن نعرف العدد الدقيق للرجال والنساء والاطفال الذين لقوا حتفهم خلال الاحد عشر يوما الماضية منذ وقوع كارثة المد البحري حيث يتوقع أن يتجاوز العدد الحقيقي 150 ألفا». وأضاف عنان «نعرف أن نصف مليون على الاقل أصيبوا وأن هناك قرابة مليوني شخص في حاجة لمساعدات غذائية وأن الاكثر من ذلك يحتاجون لمياه صحية ورعاية صحية». وقال «لدينا مهمة تتعلق بالناجين وهي أن نمنع موجة ثانية من الضحايا يمكن تتبع كارثة المد البحري وهذه المرة من أسباب يمكن الحيلولة دون وقوعها». وكرر عنان تعليقات سابقة للرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانج يودويونو تتعلق بالدعوة لانشاء نظام للانذار المبكر. وقال «يجب أن نعد وننفذ كل ما يمكننا لمنع حدوث مثل هذه الكارثة في المستقبل». وكان الرئيس الاندونيسي دعا إلى استجابة غير مسبوقة لصالح ضحايا كارثة المد البحري وذلك خلال كلمته الافتتاحية في القمة التي تستغرق يوما واحدا. وقال «ما تعرض له الضحايا يفوق التصور. وهذه المأساة هي تجربة فظيعة وتثبت أنه لا يمكن لدولة أن تعيش بمفردها». وأضاف ان «استجابتنا لهذه الكارثة غير المسبوقة يجب أن تكون غير مسبوقة وبذلك نضع على الفور حدا للمعاناة الانسانية والبؤس الذي أتى لاحقا». وقال يودويونو إن المؤتمر يجب أن يمثل بداية لتطوير نظام للانذار المبكر حتى لا تتكرر مثل هذه المأساة ودعا كل الدول المشاركة في الاجتماع إلى الاتحاد في مواجهة كلفة الكارثة. وافتتحت صباح امس القمة الطارئة التي تستغرق يوما واحدا لمحاولة تنسيق جهود الاغاثة الكبيرة في الدول المتضررة بكارثة المد البحري وسط إجراءات أمنية مشددة في العاصمة الاندونيسية جاكرتا. ويشارك في الاجتماع زعماء أكثر من 20 دولة متبرعة ومتضررة ومنظمات دولية. ومن بين أبرز المشاركين في الاجتماع الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان ورئيس البنك الدولي جيمس وولفينسون ووزير الخارجية الامريكي كولين باول. كما يشارك في القمة رؤساء وزراء اليابان والصين واستراليا وكوريا الجنوبية. ويهدف الاجتماع إلى تنسيق جهود الاغاثة بعد كارثة الزلزال المدمر وموجات المد البحري التي أعقبته في 26 كانون الاول - ديسمبر فضلا عن أنه سيبحث إنشاء نظام للتحذير المبكر من الكوارث تحسبا لتكرار كارثة الزلزال وما أعقبه من موجات مد عاتية. كما يحضر الاجتماع رؤساء منظمات خيرية ووكالات إغاثة من كل أنحاء العالم لمناقشة سبل ضمان توزيع المساعدات بفعالية بقدر الامكان. وقال ديف تويوتون الرئيس التنفيذي للمنظمة الخيرية المسيحية الدولية (وورلد فيشين) لوكالة الانباء الالمانية (د ب أ) «أحد آمالنا من وراء هذا المؤتمر هو تقديم تنسيق وتعاون أكبر بحيث يتسنى توصيل المساعدات للاماكن المحتاجة». وأضاف «في طرق كثيرة يكون أكبر تحدي يتعلق بالامدادات. وأكبر إحباط هو عدم القدرة على توصيل الامدادات إلى مناطق في حاجة إليها». وعقد هذا المؤتمر باقتراح من سنغافورة وتنظمه رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) وهي مجموعة إقليمية تضم كمبوديا وبروناي واندونيسيا ولاوس وماليزيا وميانمار (بورما سابقا) وسنغافورة والفلبين وتايلاند وفيتنام. وتعهدت استراليا وحدها بتقديم 750 مليون دولار وتلتها ألمانيا بمبلغ 664 مليون دولار ثم اليابان بمبلغ 500 مليون دولار. وكانت الولاياتالمتحدة تعهدت بتقديم 350 مليون دولار. وتعهدت فرنسا بتقديم 103 ملايين دولار وبريطانيا 94 مليون دولار والسويد 74 مليون دولار وكندا 67 مليون دولار والصين 63 مليون دولار والدنمارك 55 مليون دوار وهولندا 32 مليون دولار. وقتل أكثر من 150 ألف شخص حتى الان من اندونيسيا حتى الصومال في كارثة الزلزال الذي ضرب جزيرة سومطرة الاندونيسية وموجات المد البحري العاتية التي أعقبته.