عاش الطلاب الجامعيون مساء يوم أمس الأول شعوراً ب"البرمائية" عقب تعليق الدراسة للتعليم العام يوم الثلاثاء، دون أن يكون للتعليم العالي نصيب من ذلك التعليق، بناءً على تحذيرات "الدفاع المدني" حول الطقس المتوقع معه هطول أمطار غزيرة. وما أن أُعلن تعليق الدراسة للتعليم العام، إلاّ وازداد ترقب وتحري "الجامعيون" جاعلين آذانهم وأعينهم قبلها تترقب قراراً حول صبيحة الثلاثاء الممطرة، وأصبحت وسائل التواصل الالكتروني ك"الفيس بوك" و"تويتر" و"البلاك بيري" مشهداً تنافسياً بين طلاب التعليم العام والعالي الذين أصبحوا مثار تعليق من قبل زملائهم في التعليم العام بسياسة "نقهرهم"!، ومع نفاد صبر الجامعيين، وتحديداً عندما تغلل في نفوسهم بأنهم "مداومين مداومين" أخذوا ينفسّون عما بداخلهم عن طريق مواساة بعضهم ب"النُكت". «السعوديون الجدد» يعيدون زمن «العيّارين» إلى الواجهة.. «تريقه» وخفة دم وتبادل عدد من الطلاب الجامعيين رسائل ترفع روح زملائهم المعنوية واصفين عدم تعليق الدراسة في الجامعات لا يعني أن هناك تفرقة وتمييز عن طلاب المدارس، بل لأن الجامعيين "كبار يقدرون يطبون في الغويط"، إشارة إلى أن الطلاب الجامعيين يستطيعون السباحة في الماء العميق، وتقليلاً من إمكانية زملائهم في التعليم العام الذين منحوا إجازة لصغر سنهم وقلة خبرتهم في السباحة!، وجاءهم الرد من طلاب التعليم العام الذي أخذوا يرددون مواصفات "الطالب الجامعي" ومهاراته التي جعلته يستثنى من تعليق الدراسة أكثر من مرة، حيث وصفوه بأنه ضد "العج" و"العواصف"، نظراً للفلاتر الموجودة في رئتيه، فضلاً عن مهاراته في السباحة، وضد الحريق!، متسألين عن القدرات الخارقة التي يخبأها الجامعيون ولا يعرفونها. يعني الكبار «يقدرون يطبون في الغويط».. و«ضد الحريق».. و»الغبار»! وتواصل "التنفيس" عبر "العيارة"، حيث صمم الطلاب والطالبات الجامعيين صوراً معدلة في توقعات مسبقة لما قد يحدث لهم -لا قدر الله- جراء تلك الأمطار الغزيرة، حيث أظهروا أنفسهم مرتدين أزياء الغوص في البحار ولا يزال "الكتاب بين أياديهم، فيما ذهبت أخرى تستعد للجامعة مهيأة نفسها ب"لستك" سباحة، وليس ببعيد عنها ذاك الشباب الذي ارتدى الثوب فوق "سروال السباحة"، وبات الشباب يزودون بعضهم بعضاً بأسماء المعدات والأدوات التي نسوا معها ترقبهم لخبر "التعليق" ، حيث مثّلت "حقيبة الأوكسجين" و"نظارات" السباحة وملابسها اهتماماً كبيراً، ناهيك عن ملابس السباحة. ولم تذهب وسائل النقل بعيداً عندما قالوا: "عزيزي الطالب الجامعي: اختر وسيلة النقل المناسبة لك (سفينة) أو (غواصة)، بينما أعلن آخر عن استعداده لتأجير "الدبابات" البحرية للجامعيين فقط، ورغم هذا كله كان نظام "ساهر" حاضراً بهيبة جعلت البعض يتندر قائلاً: "عندي كلمة السّر اللي تخلي الغواصة تسرع بدون ما يصيدها ساهر"!، في الوقت الذي وصلت "الظرافة" منتهاها لدى الجامعيين بدأ البعض يودّع ويطلب أن يحللوه أصحابه ويبيحوه جازماً أن صباح الثلاثاء سيكون مأساوياً بالنسبة له، في محاولة أخيرة منه لاستجداء "العطف" آملاً ان يسمع خبر تعليق الدراسة للجامعيين، فيما ظهرت حكمة بين الطالبات الجامعيات: "عزيزتي الجامعية: تكشخي.. فأنت لا تعلمين من سينقذك"، وتواصل عزف الجامعيات على وتر "الرحمة" حيث صمموا أجساداً غارقة لا يظهر منها سوى "براقع" لا تأمل الإنقاذ بقدر ما ترغب في تعليق الدراسة، وعاش آخرون في عزلة رهبة امتزجت بتردد في الحضور من عدمه مرددين: "الله يستر.. بكرة مطر".! ونادى آخرون مذيعين الأحوال الجوية بأن يذكروا خلال النشرة أن المطر لا يعرف الفرق بين طلاب التعليم العام والعالي تحت شعار: "علموهم إننا نغرق"!، في الوقت ذهب فيه آخرون يمنون أنفسهم بأن يكون لاعبو النادي الكروي الذي ينتمون إليه في مكان "الغرق" تعبيراً عن استيائهم الذي يشعرون به تجاههم. ولم تتوقف "العيارة" عند الطلاب الجامعيين فحسب، بل كان ل"العاطلين" مشاركات فعالة أبرزها عندما وصفوا تعليق التعليم العام دون التعليم العالي ب"الخطة المدروسة"، لكي يغرقوا قبل أن يتخرجوا ويطالبون ب"وظائف"!. ندرس وإلاّ نغيب.. حيّرتونا! كشفت اتصالات وتساؤلات الطلاب والطالبات في جميع المراحل التعليمية يوم أمس الأول؛ لحظة إعلان بعض إدارات التربية والتعليم في منطقتي الرياضوالقصيم والمنطقة الشرقية عن تعليق الدراسة؛ بسبب الأمطار المتوقعة.. كشفت عن عشوائية التعاطي مع "قرار الأزمات"، وتحديداً حين يكون صاحب القرار أكثر من جهة، وربما في أكثر من مكان، وهو ما يعني ضرورة توحيد القرار؛ للخروج من إشكالية السؤال: "نغيب وإلا ندرس"! الواضح في قرار "إجازة المطر" أن كل إدارة تعليم تعلن تعليق الدراسة على حدة، وأيضاً في التعليم العالي أعلنت بعض الجامعات والكليات عن قرارها بالتعليق، فيما فضّل البعض "الصمت" في مثل هذه المواقف التي يجب على كل جهة أن تكون حاضرة سواء أكان هناك "دراسة" أو "تعليق"، فيما كانت "المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني" حاضرة بجلاء حين قررت تعليق الدراسة في جميع وحداتها التدريبية بالرياض والمنطقة الشرقيةوالقصيم وحائل. في حين كانت العشوائية حاضرة بشكل كبير، حيث أصبحت كل جامعة تتخذ قرار تعليق الدراسة ليوم الثلاثاء، دون أن يكون هناك توحيد لتعليق الدراسة في جميع جامعات المنطقة، كما حدث في الشرقية، حيث علّقت "جامعة الدمام" الدراسة وفي جميع الكليات التابعة لها بالمنطقة الشرقية للطلاب والطالبات، مما أحدث التباساً كبيراً على طلاب وطالبات الجامعات الأخرى في المنطقة مثل "جامعة الملك فهد للبترول والمعادن" وغيرها، كما تم تعليق الدراسة في "جامعة القصيم" للطلاب والطالبات في كافة الكليات، كما هو حال "جامعة حائل" التي علّقت الدراسة يوم الثلاثاء، بخلاف "جامعة الخرج" التي أعلنت أن الدراسة "مستمرة" ولا يوجد تعليق بسبب الأمطار. مثل هذه القرارات لجهات تابعة للتعليم العالي كان من المفترض أن لا تصدر بشكل فردي لا سيما إذا كان في جامعتين في ذات المنطقة ويتم التفريق بين الطلاب، وكأن الغرق سيداهم طلاباً دون سواهم، كما أن إمارات المناطق يجب أن تكون حاضرة في لَم شمل "التعليق" دون أن تطغى هذه الفردية العشوائية التي انعكست على الطلاب والطالبات حتى أضحت أسئلتهم عشية الثلاثاء: "جامعتنا أعلنوا وإلاّ ما أعلنوا"؟