كشفت التحقيقات التي تجريها سلطات الأمن الباكستانية بأن منفذي الهجوم على القنصلية العامة للمملكة بكراتشي في مايو الماضي ينتمون إلى جماعة طائفية محظورة تعرف باسم «جيش المهدي» أو «لشكر مهدي» باللغة المحلية في باكستان، ونقلت وسائل الإعلام الباكستانية المحلية تصريحات مدير شرطة المباحث الجنائية بمدينة كراتشي محمد فاروق أعوان التي أوضح فيها بأن المعتقلين الأربعة وهم زكي مصطفى، محسن، محمد علي كاظمي وآصف منا والذين تم اعتقالهم مؤخراً في عملية مداهمة أمنية أجريت في ضاحية «عيد كاه» بمدينة كراتشي، والذين ضلعوا في شن هجوم بالقنابل اليدوية على مقر القنصلية السعودية في كراتشي وكذلك الهجوم على مسجد للسنة بمنطقة «سخي حسن» في المدينة نفسها. وكان الأمن الباكستاني قد تلقى معلومات مبدئية عن الخلية المذكورة في مايو الماضي بعد التحقيق مع ثمانية أشخاص تم اعتقالهم لتورطهم في الأعمال الإرهابية، وحسب جريدة «جنك» الباكستانية فإن أجهزة الأمن الباكستانية علمت بأن المدعوا آصف منا (والذي قتل إثر إصابته بطلقات نارية خلال عملية تبادل النيران في العملية التي اعتقل فيها رفقاؤه ) يعتبر العقل المدبر لاستهداف القنصلية السعودية. يذكر أن المجموعة المذكورة قامت بشن هجوم ألقت خلالها قنبلتين يدويتين أمام مقر القنصلية السعودية بكراتشي في 12 من مايو الماضي، وفي بداية الأمر توقعت أجهزة الأمن الباكستانية وقوف الجماعات الطالبانية المسلحة المنتشرة في مختلف المناطق الباكستانية وراء تنفيذ الهجوم. إلا أنه وبعد إجراء التحقيقات اتضح وقوف منظمة «جيش المهدي» وراء استهداف القنصلية. ومنظمة «لشكر مهدي» أو ما يسمى «جيش المهدي» هي عبارة عن تجمع لعناصر إرهابية من جماعة «سباه محمد» التي شهدت انشقاقات عديدة نتيجة وجود خلافات بين قادتها. وهذا الخلاف أدى إلى نوع من التذمر بين صفوف جماعة «سباه محمد» عام 1996م تبعه مقتل مريد عباس يزداني زعيم الجماعة، وعقب ذلك تأسست عدة منظمات مسلحة تنتمي إلى الطائفة نفسها منها «جيش المهدي» و»قوة مختار» وهي منظمات محلية محظورة في باكستان، وتتلقى الدعم من الخارج. هذا ولا تزال السلطات الباكستانية تجريها المزيد من التحقيقات حول القضية.