كم هي كثيرة الأبحاث التي تناولت العلاقات الاجتماعية والاتصال بين البشر، والأكثر منها تلك التي تبحث في مجالات الاتصال بالإنترنت، لكن أن تخصص دراسة يكون محورها الاتصال والمحادثة عبر الإنترنت، فهذه فضلاً عن كونها سابقة عربية فإنها تعد من الدراسات النادرة جداً. حيث أجيزت الشهر الماضي دراسة تقدمت بها الدكتورة موضي الخلف المحاضر بقسم اللغة الإنجليزية بكلية التربية للبنات بالرياض تحت عنوان: (دراسة تحليلية لاستراتيجيات الاتصال عبر الحاسوب) نالت فيها درجة الدكتوراه، وحتى نتعرف معكم على طبيعة هذه الدراسة كان لنا مع الدكتورة موضي هذا اللقاء : س - كما جرت العادة في إجراء اللقاءات نود منك إعطاء نبذة مختصرة عن سيرتك الذاتية ؟ موضي بنت عبدالله الخلف حاصلة على بكالوريوس قسم اللغة الانجليزية وآدابها، كلية التربية للبنات بالرياض عام1995، وفي عام 2000 حصلت على درجة الماجستير في اللغات التطبيقية (علم اللغة النفسي) والدكتوراه عام2005 اللغات التطبيقية - دراسة تحليلية لاستراتيجيات الاتصال عبر الحاسوب أعمل حالياً محاضراً بكلية التربية للبنات بالرياض - قسم اللغة الانجليزية س - البحث الذي حصلت من خلاله على شهادة الدكتوراه دقيق جداً ويختص في مجال الاتصال عبر الحاسوب؟ فكيف اخترت هذا المجال ولماذا؟ كما نتمنى أن تعطينا نبذة مبسطة عن علاقتك بالحاسوب كيف بدأت؟ بدأ اهتمامي بالحاسوب كمستخدم عادي حيث كنت أعمل على طباعة وتنسيق رسالة الماجستير.. وعندما بدأ استخدام الانترنت في المملكة كنت أجمع مراجع لإثراء بحثي (الماجستير) فوجدت أن الانترنت أشبه ما يكون بعالم أو مجتمع مختلف ذا طابع خاص، مختلف عن أي مجتمع «واقعي».. ووجدت الكثير من الدراسات الأجنبية التي ركزت على الجوانب المختلفة لهذا المجتمع، فالبعض اقتصرت دراسته على «الهوية (مفهوم الأنا)» في عالم الانترنت، بينما نجد هناك من درس الفروق بين الجنسين، ومنهم من تطرق لدراسة «مجتمعات - علاقات البشر في هذا الاطار، وقسم قد تخصص بدراسة القوة التأثيرية - الاعلامية والسياسية لهذه الأداة... الخ. أما أنا بصفتي متخصصة في اللغة واستخداماتها فقد انجذبت لهذا الجانب وقررت أن يكون هو مجال بحثي للدكتوراة عندما لاحظت أن المتحاورين عبر الانترنت (مهما كانت اللغة المستخدمة) يستخدمون مصطلحات معينة تميز لغتهم عن اللغة المستخدمة في «الواقع» حتى أن المستخدم الجديد قد لا يستطيع متابعة الحوار الالكتروني وإن كان بلغته الأم! ومن الأمثلة على ابتكارات مجتمعات هذا الواقع الافتراضي بعض الاختصارات مثل: «لول» والتي تحاكي فعل الضحك (والغريب أن الكثير من مستخدمي هذا الاختصار لا يعرفو أنها مأخوذة أصلاَ من اختصار «laugh out loud= lolس) كما أن للعرب اختصاراتهم الخاصة بهم مثل: س1 السلام عليكم ... الخ. كما تناولت الدراسة - بالاضافة إلى هذه الاختصارات - كافة الاساليب التي يستخدمها العرب عند تحاورهم باللغة الانجليزية عبر الحاسوب ولعل من أبرز «اختراعاتهم» الطريفة استخدام الأرقام للتعبير عن بعض الأحرف العربية غير الموجودة في اللغة الانجليزية، فمثلا «7» لحرف «ح» و«6» لحرف «ط»... الخ. وكيف أن هذه الظواهر وغيرها تثبت أن لغة الانسان ديناميكية متغيرة ومتطورة حسب الحاجة وان الانسان لديه قدرة عجيبة في استحداث لغة شبه جديدة اذا أراد. س - هل هناك دراسات عربية سابقة مشابهة تناولت هذا المجال قبلك ؟ على حد علمي- لا. س - هل هناك أبحاث سابقة ؟ وهل تنوين القيام بأبحاث قادمة في مجالات أخرى؟ نعم لدي بحثان سابقان في هذا المجال (غير منشورين) الأول يهدف الى إثبات أن عالم الانترنت «مجتمع» تنطبق عليه كل مقاييس المجتمع- وإن لم تكن هذه المقاييس تقليدية، وأن لديه «لهجته» الخاصة. أما الثاني فيركز على علاقة استخدام الانترنت في التعليم بزيادة الدافعية والاتجاهات الايجابية نحو التعلم والتقليل من معوقات التعليم السلبية مثل الخجل والخوف ... الخ. ونعم أنوي بمشيئة الله القيام بأبحاث أخرى في هذا المجال. س - هل هناك جهات استفادت من هذه الدراسة؟ وهل حاولت رصد أصداء الدراسة؟ لا زال البحث جديداً، حيث أن المناقشة كانت الشهر الماضي ولكن اللجنة المناقشة أوصت بنشر الرسالة فأتمنى أن يستفاد منها في مجال تعليم اللغة الأجنبية. س - هل من كلمة أخيرة تودين أن نختم بها هذا اللقاء؟ من خلال تجربتي في التعليم، أستطيع أن أؤكد أن الأمّي اليوم هو من لايعرف أن يستخدم الحاسوب - الانترنت، لذلك أتمنى أن نلحق بالركب بإدخال الحاسوب والانترنت في كل مدرسة ومنزل وأن يصبح جزءاً من حياتنا اليومية ونعوّد أطفالنا على استخدام هذه المكتبة الالكترونية الضخمة.