جاء تعيين الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزيراً للدفاع مواساة ملكية كريمة لرجال القوات المسلحة الذين آلمهم فقد الأمير سلطان نسأل الله له الرحمة والمغفرة وما تركه رحيله من فراغ، إذ لا يضاهى سجل الأمير سلطان بن عبدالعزيز في تطوير القوات المسلحة ودأبه في متابعة أعمالها، إلا سجل الأمير سلمان وفقه الله في تطوير مدينة الرياض وسعيه الدؤوب على مدى ما يقارب الخمسين عاماً وتحويلها من مدينة متواضعة الحجم والتخطيط إلى عاصمة عالمية عصرية تؤوي بين جنباتها ما يزيد على ثلاثة ملايين ساكن تتوفر لهم كل الخدمات المطلوبة لحياة كريمة، مستعيناً بأفضل الخبرات المتوفرة وأذكى التجارب الناجحة في المدن العالمية. ولا ينافس سلطان في حبه ورعايته لرجال القوات المسلحة إلا سلمان في حدبه وتواصله بقبائل نجد قاطبة وعائلاتها وأسرها من خلال تنقله الدائم بين مدن وقرى وهجر المنطقة وتواضعه بزيارة المواطنين في مناسبات العزاء والأفراح وعيادة المرضى، بل إن في برنامجه الأسبوعي ساعات مخصصة لزيارة المرضى في المستشفيات بهدوء وبلا ضجيج، ومن خلال سجاياه الحميدة فإن الأمير سلمان كان قريباً من رجال القوات المسلحة بمعرفته بهم اجتماعياً وأسرياً حتى وإن لم يكن يرتبط بهم رسمياً بعلاقات عمل. لقد أثبتت لنا تجارب هذا العام في ما نشهده من أحداث حولنا، أن القوات المسلحة هي صمام الأمان وضمانة الاستقرار الأمني والسياسي، ولذلك فهي تحتاج إلى قيادات يقظة ساهرة تجمع بين حكمة الشيوخ وحماس الشباب وقدرتهم على الإنجاز وهذا الذي نراه يتجسد اليوم ولله الحمد بوجود سمو الأمير سلمان برؤيته السياسية الناضجة ومعرفته الدقيقة بأوضاع البلاد ومواطنيها وقدراته الإدارية الفذة ووجود الأمير خالد بن سلطان نائبه الذي كما كان ابناً لسلطان فإن كان أيضاً ابناً من أبناء القوات المسلحة نشأ بين وحداتها وزامل ضباطها وقادتها، أسهم في تطوير العديد من قطاعاتها بفكره وجهده ومتابعته وتفاعل بإيجابية مع تطورها التاريخي لما يزيد على الثلاثين عاماً. إن التعيينات الأخيرة أثبتت أن قيادة هذه البلاد وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين قادرة على تجاوز القيود والمعوقات وقادرة على التكيف والتعامل مع كل مستجدات السياسة والإدارة والاقتصاد بمرونة وبما يخدم مصالح الوطن العليا بالسبل الأمثل والأكفأ، وبأنها مستعدة لبذل التضحيات ومواجهة الصعاب لتحقيق ذلك. فأهلاً بسلمان بين رجال يجلونه ويحبونه ووفق الله جميع العاملين لرفعة وطننا الغالي وخدمة شعبه في كل مواقعهم مهما علا أو تواضع شأنها.