لا تزال قوى المعارضة في لبنان مستاءة من تصويت لبنان يوم السبت الفائت ضد مقررات جامعة الدول العربية في شأن سوريا وعلمت "الرياض" في هذا الخصوص بأن الموقف اللبناني " بني على تشاور بين الرؤساء الثلاثة". ولفت مصدر سياسي الى أن ّ " لبنان لم يكن في وارد التصويت مع القرارات ولا حتى في الامتناع عن التصويت كما حصل في مجلس الأمن الدولي، لأن التصويت بالامتناع في جامعة الدول العربية له أبعاد أبرزها عزل سوريا عربيا في وقت هي في أشد الحاجة فيه لدولة تدعمها"، وأشار الى أن " وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور تشاور قبل اعتراضه السبت مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي لم يبد اعتراضا، ومع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ويبدو بأن الرئيس بري أجرى بدوره مشاورات مع ميقاتي وتم اتخاذ القرار بالتصويت ضد القرارات العربية". في هذا الوقت، يبدو بأن الضغوط على سوريا مرشحة للتزايد بحسب ما قال ل"الرياض" مصدر دبلوماسي غربي أبدى سروره" من قيادة جامعة الدول العربية لحلّ عربي" متمنيا "أن يصل الى خواتيم سعيدة". وتعجب الدبلوماسي من " اللهجة التصعيدية التي تحدث فيها وزير الخارجية السوري وليد المعلّم متسائلا علام يراهن السوريون؟". وقال إنه " لا توجد بوادر ولا أمل كبيرا بأن الأسد سيلتزم الإصلاحات المطلوبة من نظامه ويوقف العنف، وبالتالي فإن المرجح أن تنتقل الكرة في حال عدم توصل العرب الى حل الى مجلس الأمن الدولي". ونصح الدبلوماسي الغربي لبنان " بالابتعاد عن تجرع الكأس السورية والحفاظ على استقراره وهو أمر أساسي عند الدول الغربية لأن استقرار لبنان معد لدول المنطقة"، مذكرا بالوقت نفسه بأهمية " إيفاء لبنان بالتزامه في تمويل المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الحكومة السابق ورفاقه رفيق الحريري عام 2005، وبأنه يترتب على لبنان دفع التزامه المالي لسنة 2011 والبالغ 32 مليون دولار من اصل 65 مليون لهذه السنة، وخصوصا أن الدول الغربية الكبرى المانحة دفعت حصصها المالية كاملة مع اقتراب انتهاء السنة الضريبية الخاصة بالأمم المتحدة في نهاية السنة الجارية". ميدانياً افادت منظمة حقوقية ان اشتباكات وقعت صباح امس بين عسكريين نظاميين ومسلحين يعتقد بانهم منشقون اسفرت عن سقوط 19 عسكريا بين قتيل وجريح في سوريا. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من لندن مقرا له في بيان "هزت 3 انفجارات استهدفت اليات عسكرية للجيش النظامي السوري في بلدة كفرومة" الواقعة في ريف ادلب (شمال غرب). واضاف "تدور الان اشتباكات بين الجيش النظامي السوري ومسلحين يعتقد انهم منشقون في هذه البلدة ووردت انباء مؤكدة عن سقوط ما لا يقل عن 14 عنصرا من الجيش النظامي بين قتيل وجريح". كما اكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس "مقتل 5 عناصر من الامن والجيش اثناء اشتباكات مع مسلحين يعتقد انهم منشقون في بلدة الحارة" الواقعة في ريف درعا (جنوب) مهد الحركة الاحتجاجية على النظام السوري. ويأتي ذلك غداة مقتل 27 مدنيا على الاقل في شمال وجنوب سوريا بالاضافة الى مقتل ما لا يقل عن 34 من عناصر الجيش والقوات النظامية في اشتباكات مع مسلحين يعتقد انهم من المنشقين عن الاجهزة العسكرية النظامية وسقوط 12 من المهاجمين في محافظة درعا.حسبما افاد المرصد الاثنين. وتشهد سوريا حركة احتجاجية غير مسبوقة منذ منتصف اذار/مارس الماضي اسفر قمعها عن سقوط 3500 قتيل، وفقا لآخر حصيلة نشرتها الاممالمتحدة في 8 تشرين الثاني/نوفمبر. وتتهم السلطات السورية "عصابات ارهابية مسلحة" بافتعال اعمال العنف في البلاد.