انتهى مؤتمر الأممالمتحدة حول الحفاظ على الغابات (الجمعة) بدون التوصل الى أي نتيجة بعد اسبوعين من النقاشات وذلك بالرغم من وتيرة اجتثاث الاحراج بصورة مقلقة في العالم. وقال رئيس هذا المؤتمر الكولومبي مانويل رودريغس بيسيرا لوكالة فرانس برس «لم نتوصل الى اي اتفاق في نهاية المطاف. اعتبر ذلك بمثابة فشل ذريع، فشل جماعي». واضاف بلهجة آسف «لم نكن قادرين على التفاهم فيما بيننا لاتخاذ قرارات ملائمة من اجل مواجهة (ظاهرة) اجتثاث الاحراج على نحو مريع وتدمير الغابات بصورة هائلة». وقد ارجأ القرار النهائي للمؤتمر الذي ضم ثلاث مئة مسؤول حكومي بينهم 40 وزيرا في مقر الأممالمتحدة في نيويورك، اي قرار في هذا الصدد الى المؤتمر المقبل حول هذا الموضوع تقرر عقده في شباط (فبراير) 2006 ايضاً في نيويورك. وعزا رودريغس بيسيرا الفشل الى خلاف عميق بين بعض دول الشمال ودول الجنوب. واوضح ان بعض الدول المتطورة مثل دول الاتحاد الاوروبي وكندا «تقول انه يجب تحديد اهداف صارمة لخفض اجتثاث الغابات فيما تقول الدول النامية بأنه يجب توافر وسائل مهمة لتنفيذها (الاهداف) وانه لا يوجد نقاط التقاء بين الاهداف والوسائل».وما زال معدل تراجع المساحات الحرجية يقدر سنويا ب 9,4 مليون هكتار بحسب ارقام نشرتها الأممالمتحدة لمناسبة انعقاد المؤتمر. ويتم اجتثاث حوالي 14,6 مليون هكتار كل عام منذ التسعينات، لكن يعاد تأهيل 5,2 ملايين هكتار كل عام بفضل التجدد الطبيعي وزرع اشجار على أراض غير حرجية.ويجري اجتثاث الغابات خصوصا في المناطق المدارية فيما تكسب الغابات مساحات اضافية في دول الشمال. وتلعب الغابة دورا اقتصاديا حاسما في بلدان الجنوب كما تؤكد الأممالمتحدة، فهي توفر سبل البقاء لحوالي 350 مليون نسمة على وجه الكوكب يعيشون في الغابات او على مقربة مباشرة منها. وقد وجهت منظمات غير حكومية مثل (غرينبيس) اصابع الاتهام خلال المؤتمر الى عملاقين مثل البرازيل والولاياتالمتحدة لمعارضتهما اي تدبير معين من اجل محاربة ظاهرة اجتثاث الغابات.وقال احد ممثلي غرينبيس مارتن كايسر «فيما يدعو الاتحاد الاوروبي وكندا والمكسيك وآخرون الى قطع تعهدات حازمة لمواجهة هذه الأزمة، من الواضح جدا ان الولاياتالمتحدة والبرازيل لن يلتزما باحترام اهداف قابلة للقياس وجداول زمنية من اجل وضع حد لقطع الاشجار بصورة غير مشروعة». واضاف «ان مؤتمر الأممالمتحدة حول الغابات اظهر مرات عدة عجزه عن مواجهة التحدي الشامل لاجتثاث الغابات» مؤكدا ان المؤتمر «لم يبد مطلقا الارادة السياسية ليصبح جزءا لا يتجزأ من برنامج تنمية مستدامة دولية». وتدعو غرينبيس الى ادراج مبدأ صون الغابات في اتفاقية التنوع البيئي، وهي معاهدة مبدئية ملزمة تم ابرامها اثناء قمة الارض التي انعقدت في 1992 في ريو دي جانيرو.