جميل جدًا ان يجعل المنتخب السعودي الشارع الرياضي يتنفس هواء الانتصارات التي غابت عنه في تصفيات المونديال بعدما كسر حاجز (الصيام التهديفي) الذي كان شعار الكثير من اللاعبين خصوصا الهجوم، ثم تجديد الأمل بالانتقال الى الدور الثاني شريطة تجاوز عمان التي اتت من الخلف بعد الفوز على (الكنغر الاسترالي)، والاجمل من ذلك كله ان يؤمن الجميع بأن هناك منتخبات ودولاً حتى لو كانت مثل المنتخب التايلاندي تطورت كثيرًا وأصبح التعامل معها والفوز عليها يحتاج الى عمل جبار وتخطيط ينبع من سلامة النهج وادارك المسؤولية كاملة بعيدا عن النوم على وسادة الانتصارات والبطولات الماضية التي اصبحت مجرد ذكريات ومعلومات تحفل بها كتب التاريخ للعودة إليها عند الحاجة فقط بينما الاخرون يتقدمون، اما عمليا ومساعدة على التقدم والارتقاء الدائم فالتاريخ لايسمن ولايغني من جوع. انتظرنا تميز (قناة الوطن) .. فغاب صوت المعلق أكثر من مرة في أهم المباريات اما الأسوأ في مباراة (الاخضر) وتايلاند فهي تلك التصرفات الرعناء من لاعب الوسط نواف العابد الذي نجا من الطرد أكثر من مرة بسبب ضعف شخصية الحكم الذي اصبح لايميز بين الالتحام القانوني وغير القانوني، والضرب والتهور على اقدام الخصم، والسؤال ماذا لو كان الخصم غير تايلاند، مثل كوريا او اليابان او اوزباكستان او أحد المنتخبات الآسيوية الكبيرة، وكان هناك حكم صارم ؟، كيف سيكون وضع المنتخب والسعودي والعابد إذا ما طرد بالبطاقة الحمراء؟ ماذا لو كانت تصرفاته و (الاخضر) لم يسجل ثم طرده الحكم؟ ألا يعني ذلك أن فريقه سيدفع الثمن من خلال النقص العددي وبالتالي منح الفريق المقابل أفضلية، ثم لنفترض ان الخصم استفز العابد وحاول اخراجه عن طوره بعيدا عن اعين الحكم؟ ألا يمكن ضبطه لاعصابه وعدم التجاوب من اجل مصلحة فريقه، لاسيما انه لاعب محترف ويمثل عنصرًا مهمًا في قائمة ريكارد؟! مع الأسف ان ثقافة بعض العناصر هي من يحرج الفريق او المنتخب وتضعه في مواقف صعبة اثناء المباريات (المصيرية) كالذي فعله العابد ولولا لطف الله ثم ضعف الحكم القادم من هونج كونج والتشتت الذهني لديه لأصبح الآن ضمن قائمة المطرودين في تصفيات المونديال الآسيوية، والخوف ان يتكرر ذلك مع لاعب آخر في المباراتين المقبلتين التي ربما يقودهما حكام ليسوا من فئة حكم مباراة السعودية وتايلاند أمس، وبرأيي ان التهيئة النفسية لابد ان تكون حاضرة بدلا من ان يدخل اللاعب اجواء اللقاء وهو متوتر ومشحون اكثر من اللازم. وما يضاف الى سلبية العابد هي الاخطاء التي حدثت اثناء النقل التلفزيوني من القناة الرياضية السعودية والصوت المتقطع لمعلق المباراة دون اي مبرر، وكنا نتمنى ان يكون عمل وتجهيزات هذه القناة مواكبا الى استراتيجية نائب وزير الاعلام للشؤون الاعلامية والمشرف العام علي القناة الامير تركي بن سلطان الذي يشعرنا دائما بالحرص على المهنية وان تكون (قناة الوطن) مميزة في كل شيء، ولكن هذه الاخطاء ظهرت جليا في اكثر من مباراة محلية ثم مباراة (الاخضر) المصيرية امام تايلاند، وإذا كانت المشكلة من القناة نفسها فهذا لايليق بها واذا كانت الاخطاء من الشركة التي تم التعاقد معها فهنا لابد من وقفة في سبيل إرضاء المشاهد السعودي الذي كانت انفاسه تنحبس مع كل حالة انقطاع لصوت المعلق خشية ان يتبعها انقطاع الصورة. ختاما فاز المنتخب وتقدم خطوة نحو التأهل الى الدور الثاني وهذا هو المهم، اما الاهم فلابد ان نؤمن ان الأداء لم يكن مقنعًا خصوصًا ان الخصم لايقارن بالمنتخب السعودي وامكانياته وما يضمه من عناصر خبرة ولها صولات وجولات على المستوى الآسيوي الأمر الذي يعني أن الاحتفاء بالنصر على تايلاند لابد أن يتوقف اعتبارًا من اليوم وأن نعمل على كيفية تجاوز منتخب عمان الشقيق الذي ما لم نهزمه فالفوز على تايلاند ليس له قيمة لاسيما أن (الاخضر) سيواجه صعوبة كبيرة عندما يحل ضيفاً على استراليا في آخر المشوار.