الكثير منا يستمتع بجلد الذات الاجتماعية والإدارية بشكل يفوق المتوقع ونحن الإعلاميين من كتاب وصحفيين لا نخلو من ذلك الداء حيث نمر أمام النجاحات مرور الكرام بل ونتخطاها ونقف كثيرا أمام النواقص وإن كان تبريرنا أن العمل الايجابي يعتبر ضمن مسؤولية الإدارات الحكومية أو الأهلية فهذا لا ينفي ممارستنا أحيانا لجلد الذات .....؟؟ ولأننا في الغالب نمارس جلد الذات وليس نقدها فإننا في الغالب ندور في ذات المنطقة دون تقدم... ننقد رؤساءنا في العمل ولكننا لا نقوم بأعمالنا كما يجب ..., نريد منهم أن يكونوا لطفاء معنا ونحن غير لطفاء مع غيرنا...., نتذمر من عدم نظافة طرقنا داخل مدننا ونحن من نقوم بإلقاء نفاياتنا دون اكتراث ونقذف بالعلب وبقايا الورق والمناديل من نوافذ سياراتنا...., ننتقد مرافق الخدمات المتواضعة في الطرق بين المدن وللأسف استخدامنا لها لا يليق بإنسان مسلم يغتسل للطهارة ....؟؟ ننتقد الروتين وبطء تنفيذ المعاملات ونحن نمارس عملنا في إداراتنا بروتين يعرقل سير العمل ..., نهجو بأشعارنا وكلماتنا فضائيا والكترونيا الفساد الإداري والمالي وفي الوقت نفسه بعضنا لا تتحرك المعاملات من مكتبه إلا بعد أن تبتسم أنامله من تحت الطاولة حيث الأوراق الزرقاء تزيد سرعة حركة المعاملات النائمة في الأدراج دون سبب مقنع..., ننتقد ساهر وممارسته تراكم المخالفة مع أننا من يقطع الإشارة ويسابق الآخرين في حقهم في الطريق خاصة إن كان هؤلاء الآخرون من الجنسيات الآسيوية التي تتحمل تنقلات أسرنا كل يوم أكثر من مرة... نجلد ذواتنا حين يمارس غيرنا البذخ والإسراف في حفلاته ونحن لا نرضى عن أنفسنا ومن يدعوننا إلا إذا فاضت الأطعمة عن حاجة المدعوين وامتلأت سلال النفايات....؟؟؟ نجلد ذاتنا حتى في مقارنة واقعنا بغيرنا ونرى ايجابياتهم ونركز على سلبياتنا .....؟؟؟ نمارس جلد ذواتنا إلى درجة أننا بتنا نحرم أنفسنا من الاستمتاع بخيراتنا ونجاحاتنا نمارس جلدنا عبر كل الأساليب المتاحة وغير المتاحة رغم أننا جزء من تكوين تلك السلبيات بمعنى أننا جزء من حالة الفساد وجزء من حالة الفوضى وجزء من حالة التأخر في الأداء الوظيفي إلا أننا نمارس الجلد وكأننا خارج إطار المسؤولية أو كأننا نمارس دورنا كما يجب ......؟؟ مع أن طرقنا تتسخ بعدد فتح نوافذ سياراتنا وتتأخر معاملاتنا بقدر الدقائق التي نضيعها في قراءة الصحف والمكالمات في مكاتبنا .., نمارس جلد الذات إلى درجة أننا نضيق على أنفسنا بالسؤال في كل التفاصيل بحثا عن باب آخر يغلق وفق منظور سد باب الذرائع... حاولت معرفة السبب فلم أصل لإجابة حاسمة ولكن ربما الأمر يعود لفرحتنا باتساع الفضاء ورحابة الصدور نسبيا ورغبتنا في الإصلاح دون أن نقترب من دوائرنا ودهشتنا أن حركة التنمية تدور بسرعة كبيرة فهل مررتم بشارع في الرياض بدون حفريات هل هناك قطاع لم تطله أنامل التغيير... إذن نحن نتحرك ونحتاج أن ننقد حركتنا دون جلد ذواتنا.