عد بذاكرتك.. بحصيلة معلوماتك.. إلى الزمن الذي تم فيه تأسيس الجامعة العربية.. كيف كان العالم آنذاك؟.. كيف كان العالم العربي؟.. دول كثيرة تغيرت أوضاعها.. تطورت بشكل مذهل.. لك أن تراجع أوضاع دول شرق آسيا وسوف تذهل كيف وفّرت مهمات القفز إلى الأمام.. وبالذات استقلالية القرار.. نفس الشيء إلى حد ما في أمريكا الجنوبية.. طبعاً العالم العربي لم يوفر قفزة واحدة إلا في الملاعب الرياضية، وإلا فهو سياسياً واقتصادياً اتجه إلى الخلف.. السؤال: ماذا كان تطور أوضاع الجامعة العربية؟.. بل هل كان هناك تطور؟.. كيف تدخلت في أجواء حروب أهلية وهل هي فعلاً تدخلت؟.. يأسي من أن يكون للجامعة العربية دور سياسي حاسم وملزم جعلني أكتب موضوعاً مرتين في مناسبتين، وهو: لماذا والجامعة العربية عاجزة عن كبح تسلط الخلافات ودموية النزاعات.. لماذا لم تفكر بوسيلة فاعلة لتطوير المواطن العربي؟.. نموذجية الحكومات الأوروبية لم تحدث لأنها تستورد حكومات خاصة ولكن لأن لديها وعياً عاماً ومستويات معيشة تجعل الدولة جزءاً من حضور موضوعية المواطن.. لماذا لم تتجه الجامعة العربية إلى هذا المضمون؟.. نحن نعرف أن الوظائف الثانوية في المصانع والبنوك والشركات يقوم بها مستوردون من دول غير عربية.. السبب أنهم أصحاب كفاءات، إذاً لماذا لم تتجه الجامعة العربية نحو توفير هذه الكفاءات عربياً؟.. قلت إن وجود معاهد راقية بسنوات قليلة لا تزيد على الثلاث سنوات تحضر كفاءة مختلف التخصصات وتتواجد هذه المعاهد في دول الهبوط الاقتصادي وتكاثر البطالة.. وميزانية لن تتجاوز ثلاثة ملايين دولار كافية لتوفير مقدرات هذه المهمة بدعم إلزامي من الدول العربية.. لم يقرأ أحد هذا الكلام وهو اتجاه تأهيل مواطن بغض النظر عن الخصومات.. نأتي إلى الواقع الراهن.. حيث أنه لا وجود لحضور في اليمن، نجد أن التعامل مع الوضع السوري مضحك للغاية.. يكفي أنه أتى شاهد رفض لما طلبته الجامعة في الساعة الصباحية الأولى بعد صدور قرار الجامعة وصدور موافقة الحكومة السورية عليه.. ثم يقال إن الجامعة ستعطي رأيها بعد بضعة أيام.. لم يحدث أبداً أن قيل عن مشكلة قاسية أو تقليدية بأنها انتهت بناءً على «فرض» من الجامعة العربية التي وصلت إلى مستوى من الغياب أصبح يأتي معه التساؤل معقولاً عن: ما هي مهمة وجودها؟..