الحقيقة المؤلمة ان وزارة العمل تحتاج إلى وزارة عمل تقوم بالشروع بتنفيذ قراراتها أكثر من حاجتها إلى سن قوانين جديدة، كما أن وزارة العمل تحتاج لكي تكسب معاركها إلى التركيز على نشاط أو جهة معينة لسعودتها قراراً وتنفيذاً وليس اصدار القرارات بالجملة ثم تصطدم الوزارة بجميع الأنشطة أو الأقسام المعنية بالسعودة دفعة واحدة فيكون المستحيل. في أحايين كثيرة القرارات التي تخرج من وزارة العمل تكون قرارات لا تخلو من ثغرات يتنصل من خلالها الرافض للسعودة، أما المانع الحقيقي للسعودة والذي يعلمه المسؤولون بوزارة العمل أكثر من غيرهم فهو عدم تحديد الحد الأدنى للأجور، أعجب أشد العجب حين يقول مسؤول بوزارة العمل لإحدى القنوات الاخبارية حين سأله مقدم البرنامج على أن أكثر من جهة يجب سعودتها أين أنتم يا وزارة العمل فكان الجواب هناك قرار ينص على سعودتها هناك قرارات ما فائدة هذا النظام أو القرار وسن القوانين إن لم يكن هناك تنفيذ، نفس المسؤول حين سئل عن الحد الأدنى للأجور كان الجواب انه يعرف أحد الأشخاص بدأ بأجر 600 ريال ووصل إلى 4000 ريال كيف نريد أن نخطط ونطور ونسعود ونبني على حالة فردية، ألا تعلم وزارة العمل ان 1000 ريال أو 1200 ريال لن يجعل العمل مستقراً وسيحكم على السعودة بالفشل الذريع وان كل تلك القرارات والأنظمة والقوانين أصبحت لا تعني شيئاً أمام إصرار الوزارة على عدم تحديد الحد الأدنى للأجر، لا يوجد اجمل من المنافسة حين تكون بين السعودي وأقرانه والذين احتياجاتهم متقاربة فتكون هنا المنافسة شريفة ومتكافئة أما حين تكون مع شريحة أخرى احتياجاتها أقل بكثير ووجودها بالوطن مؤقت ولهدف معين ويعملون 24 ساعة لعدم وجود ارتباطات اجتماعية أو أسرية هنا تكون المقارنة ظالمة ظالمة. للأسف يأتي من رجال الأعمال من يقول ان طالب العمل السعودية يفتقر إلى سلوكيات العمل وكأن هذا الأجنبي الذي يسمى عليه رجال الأعمال الليل والنهار أتى من كوكب اخر حاملاً معه السلوكيات الحسنة بالعالم اجمع والموضوع من أوله إلى آخره هو قبول هذا العامل الأجنبي أجراً مناسباً لاحتياجاته، رجل الأعمال هذا يعلم أكثر من غيره ان السبب الرئيس لعدم استقرار السعودي في تلك المهنة هو قلة الراتب ولكن قال ما قال لاضاعة الكثير من الوقت، لقد أقرضت ويسرت وذللت حكومتنا الرشيدة الكثير من العقبات التي تواجه رجال الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال ولكن وبالمقابل القليل جداً من تعامل بشكل جيد مع هذا العطاء. إن اتهامات بعض رجال الأعمال عن ان السعودي يفتقر إلى سلوكيات العمل مردود عليه بدليل نجاح السعودي نجاحا باهرا مع شركة سابك والبنوك وأرامكو وشركة الاتصالات، أما لماذا نجح السعودي مع هذه الشركات ولم ينجح مع أصحاب مقولة سلوكية العمل فلأن هذه الشركات أعطته حقه من الاهتمام ولم تقل له ان سلوكيات العمل تجبرك على قبول أجر متدن، لنا كبير الأمل بوزير العمل شاعرنا المحبوب غازي القصيبي بوضع حد أدنى للأجر حسب الشهادات العلمية، نعلم ان المهام جسيمة بل لا تطاق وبالمقابل نعلم أيضا أن صدر وزيرنا رحب وان قلبه حنون على أبناء هذا الوطن المعطاء مما شجعنا على إبداء رأينا في صفحة الرأي بكل حب وأريحية.