«ثقافة اليوم»: قمتِ بترجمة أكثر من عمل مهم ضمن سلاسل وزارة الثقافة المصرية لميلان كونديرا وكبار المبدعين العالميين، فما هي المشكلات التي تعوق حركة الترجمة في مصر من وجهة نظرك؟ وهل ترين الوضع مختلفاً بالنسبة لدور النشر الخاصة؟ وإلى أي مدى يتم احترام «حقوق الترجمة والنشر»؟ - «رانية خلاف»: ترجمتُ منذ بضع سنوات كتاباً كبيراً لميلان كونديرا صدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة بعنوان «الطفل المنبوذ» ضمن سلسلة «آفاق الترجمة» التي كان يرأس تحريرها الشاعر والمترجم محمد عيد إبراهيم، وكان الكتاب قد صدر بالإنجليزية في الولاياتالمتحدة ثم في بريطانيا، وترجمته عن الإنجليزية. ورغم عدم الحصول على حقوق النشر تم الطبع على الفور، وكان ذلك أمراً عادياً وقتها، لأن قضية حقوق النشر لم تكن مطروحة بقوة! ومنذ فترة وجيزة، قمت بترجمة كتاب بعنوان «الكتابة على الجسد» لمجموعة كاتبات من أكثر من دولة ليصدر عن المجلس الأعلى للثقافة، وقام المجلس بالفعل بأخذ حقوق النشر من الدارالغربية، ورغم ذلك تعرقل إصدار الكتاب لأسباب رقابية! فالقضية ليست قاصرة على حقوق النشر، ولكنها قضية مناخ ثقافي عام مليء بالعراقيل والإحباطات! وفي تصوري أن حقوق النشر يجب أن تحترم بالفعل، ولكن يجب أن يتم ذلك في إطار من المرونة لكي لا تتأثر حركة الترجمة إلى اللغة العربية، فدور النشر المصرية والعربية لا تمتلك الربحية التجارية التي تجعلها قادرة على دفع مبالغ باهظة لكبار المؤلفين العالميين أو كبريات دور النشر العالمية، فحقوق النشر يجب أن تتم في إطار الحفاظ على الحقوق المعنوية للناشر أو الكاتب الأصلي في الأساس، مع محاولة الوصول إلى صيغة تجارية تجعل النشر ممكناً بالنسبة لدور النشر الخاصة لدينا، والتي هي دور صغيرة مجتهدة بطبيعة الحال. وأترجم حالياً كتاباً عن الأصولية المسيحية وعلاقتها بصعود بوش، وسيصدر عن مكتبة «دار الشروق» التي أخذت بالفعل حقوق النشر من الناشر الأصلي. وبصراحة شديدة، أنا كمترجمة لا تعنيني مسألة «حقوق النشر» بقدر ما يعنيني أن يصدر الكتاب بالصورة التي أريدها بدون تدخلات ولا عراقيل، وبقدر ما يعنيني أن أحصل على حقوقي كمترجمة يجب أن يُنظر إليها على أنها تقوم بعمل إبداعي كامل!