عندما قطع مهاجم النصر سعد الحارثي إجازة شهر العسل وشارك في تدريبات الفريق بدءاً من اللقاء الودي الذي عقب لقاء هجر في الجولة الخامسة، لاقى هذا الإجراء ردود فعل مُتباينة فهناك من اتجه صوب سلبية هذا القرار لكون الحارثي يحتاج لتغيير الجو بعد ظروف نفسية صعبة عانى منها فيما أتت بقية الآراء متوافقة مع موقف الحارثي ومابين تلك الآراء يبرز قرار الحارثي الذي أتى بقناعة شخصية منه، فالحارثي فضّل تأجيل أيام الفرح والعمل على العودة إلى سعد المعهود فهو من قطع إجازته بمحض إرادته وهذا ما يعطي القرار إيجابية كبيرة كون الحارثي يُدرك أهمية المواصلة في أجواء التدريبات والمحافظة على الحماس والمخزون اللياقي فكما هو معروف في عالم كرة القدم فإن الانقطاع عن مزاولة التدريبات لعشرة أيام سيترتب عليه تجهيز وإعادة بناء قدّ تفوق مدة الراحة بمراحل. أتذكر جيداً حماس سعد في معسكر الطائف ودورة (بني ياس) الودية إذ كان من أفضل اللاعبين انضباطا وحماساً على الرغم من مروره بظروف نفسية عاصفة، فالحارثي في المرحلة الحالية يعيش أيام العودة بعد توصله إلى اتفاق على تجديد العقد مع إدارة (النادي الأصفر) وهو ما أرّق سعد وجماهير النصر كثيراً النصر يُعاني كما يُدرك مسؤولوه ضعفا هجوميا بتواجد ثلاثة مهاجمين فقط ما يعني حاجة الفريق إلى مهاجم رابع ولعلّ ذلك مادعا الحارثي لاستغلال الموقف لفرض نفسه مُجدّداً فالدوري طويل. لكن منذ عودة سعد من الإجازة وإيثار النادي على التمتع في إجازة خاصة لم يُمنح الحارثي فرصة للعب ولو كبديل! فهو يبذل كل ما في وسعه ليعود سريعاً كما كان فمن يُتابعه عن قرب يلحظ ذلك جليّا فهو منضبط تدريباً مُتفان ومتحمس ولمْ يعصف به الإهمال الذي لاقاه إذْ لم يُشارك منذ انطلاقة الدوري سواء في مواجهتين الأولى مع الأهلي أساسيا والثانية حلّ بديلا في مواجهة الفتح، كما أن تقديم الحارثي لمستويات كبيرة في تدريبات الفريق وظهوره بانسجام كبير مع المهاجم مالك معاذ يجب أن يؤخذ بالحسبان من مدرب النصر الأرجنتيني كوستاس، وبالنظر إلى الدقائق التي لعبها الحارثي حتى الجولة الماضية أمام الشباب نجدها 61 دقيقة وهي في عالم كرة القدم لا تستطيع الحكم من خلالها فالحارثي مُحتاج للثقة من خلال الزج به أساسياً في ثلاث مباريات على الأقل وقتها للمدرب والإدارة الحكم في مدى الفائدة المرجوة.