صدر قرار مجلس الوزراء بجلسته التي عُقدت يوم الاثنين الماضي بالموافقة على اعتماد الهوية الوطنية الذكية لتكون أحد المرتكزات الأساسية لتطبيقات الحكومة الإلكترونية وخدماتها. ويعد صدور هذا القرار خطوة معلوماتية نوعية متقدمة على الطريق الصحيح نحو دخول عصر المعلوماتية من أوسع أبوابه ، وهذا يؤكد حرص واهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين على الإفادة من المعطيات التقنية الحديثة. وفي كل يوم نلاحظ بشكل واضح وجلي أن التقنية بدأت تطغى على جميع مظاهر الحياة العامة والخاصة وكل مناحي وأنشطة الحياة اليومية المختلفة للإنسان ، حتى أن المرء أصبح يخالجه إحساس وشعور قوي بأن الشخص الذي لا يستخدم التقنية سوف يغرد خارج السرب إذا لم يسارع ويبادر بتعلمها واستخدامها. وقد بدأ ظهور واستخدام البطاقات الذكية قبل سنوات قليلة في عدد من دول العالم منها على سبيل المثال ماليزيا وهونج كونج وغيرها من الدول ، ويتفاوت استخدام وتطبيقات البطاقات الذكية بناءً على كمية المعلومات المخزنة بداخل الشريحة الإلكترونية لكل بطاقة فكلما زاد حجم وكمية المعلومات التي بداخلها كلما زاد عدد التطبيقات الإلكترونية المستخدمة ، وكلما نقص حجم وكمية المعلومات التي بداخلها كلما قل عدد التطبيقات التي تغطيها تلك البطاقة. ومن مميزات هذه البطاقة أنها تعد الأساس أو المفتاح الرئيسي نحو استخدام تطبيقات الحكومة الإلكترونية لأنها تعد بمثابة الرقم السري في الدخول على التطبيقات المعلوماتية المختلفة من حكومة إلكترونية وتجارة إلكترونية وصحة إلكترونية وتعليم إلكتروني وتعاملات بنكية وفندقية وغيرها من خدمات القطاعين العام والخاص وإمكانية إنجاز المعاملات عن طريقها سواءً من المكتب أو المنزل أو مقاهي الإنترنت في الشوارع. وكذلك من أبرز مميزات أو سمات هذه البطاقة أنه يستحيل معها التزوير بأي حال من الأحوال لأنها تحتوي على تقنيات عالية جداً في حفظ البصمة الوراثية لمستخدمها أو حاملها ، ولذا فهي على درجة عالية من السرية والأمان بحيث لا يتطابق شخصان في سمات أو صفات البصمة الوراثية. ومن سمات هذه البطاقة أيضاً ، أنها تُغني عن استخدام العديد من البطاقات والوثائق الرسمية الأخرى مثل رخصة القيادة وجواز السفر وبطاقة الملف الطبي وغيرها من البطاقات التي تملأ جيوبنا دون حاجة حقيقية لاستخدامها. وبمجرد صدور هذه البطاقة وإتاحتها للاستخدام فإن المجتمع السعودي سوف يدخل حقبة تاريخية معلوماتية تكون بداية التحول إلى مجتمع معلوماتي ومعرفي جديد. وبالله التوفيق. ٭ عضو مجلس الشورى