الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وبعد: لقد منّ الله تعالى علينا في هذه البلاد بنعم كثيرة.. رزقنا الله شكرها.. ومن نعمه أن جعلنا مسلمين.. ومن نعمه أن ولى علينا حكاماً صالحين.. مباركين.. موفقين.. قال تعالى: (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض) فمنذ أن تولى الحكم الملك عبدالعزيز - رحمه الله - والبركات مفتوحة.. ونازلة.. والخير عام ولله الحمد.. ونحن نعيش في هذه البركات التي نسأل الله المنان ألا ينزعها عنا ولا يغيرها علينا.. وبعد ذلك توفي الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وهو ملك صالح يدعو إلى الحق.. وإلى الصلاح.. وإلى الطريق المستقيم ومن ثمرة صلاح هذا الملك.. صلاح أبنائه من بعده.. ولله الحمد جاء بعده الملك سعود ثم الملك فيصل ثم الملك خالد ثم الملك فهد - رحمهم الله جميعاً - ثم الملك عبدالله أبقاه الله ذخراً للإسلام والمسلمين، ونحن نعيش من خير إلى خير، ثم شهدنا هذا العام وفاة ولي العهد سلطان الخير، والذي بذل الخير للمواطنين والمحتاجين، صاحب الفضل على المسلمين وصاحب الابتسامة الكريمة والدائمة على محياه، الذي أسأل الله أن تبقى هذه الابتسامة بعد مماته وأن يسكنه فسيح جناته ووالدينا وسائر المسلمين. ثم تولى بعده ولاية العهد سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز - حفظه الله - فنحن الآن نقدم عزاءنا في سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز، سلطان الخير.. ونبايع ولي عهدنا المحبوب نايف بن عبدالعزيز على السمع والطاعة في المنشط والمكره، وندعو له بأن يوفقه الله آمين، ويقويه، ويعينه، ويرزقه البطانة الصالحة. ونقول ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (خير أمرائكم من تحبونهم ويحبونكم وتدعون لهم ويدعون لكم). فوالله إننا لنحبهم ويحبوننا وندعو لهم، ويدعون لنا. فالحمد لله على ذلك، والشكر لرب العالمين على الأمن والأمان، والسلامة والإسلام. وجزاهم الله عنا خير الجزاء، وأعانهم ووفقهم أينما كانوا، آمين. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين. * إمام مسجد مصعب بن عمير في مرات