في برنامجه الإذاعي انتقد الزميل وليد الفراج التنظيمات التي استحدثتها هيئة دوري المحترفين خصوصاً ما يتعلق بالجوانب الإعلامية، معتبراً إياها سبباً في تقويض إثارة الدوري بانعكاس ذلك على الجوانب الفنية، لاسيما من جهة منع مسؤولي الأندية من الإدلاء بتصريحاتهم في أعقاب المباريات من داخل أرض الملعب كما كان سابقاً؛ إذ يتحول المستطيل الأخضر بعد كل مباراة إلى ما يشبه ساحة حراج. وليد الذي ربط بين الجانبين الإعلامي والفني وتناسبهما عكسياً، عاب على تلك التنظيمات بقوله إن الدوري السعودي ليس الدوري الإنجليزي، وأن الريال السعودي ليس الجنيه الاسترليني، وبعيداً عن تلميحاته التي لا تخفى على أحد، ومن يعني خصوصاً في اختياره للدوري الانجليزي تحديداً من بين كل الدوريات، بدا في طرحه كداعية يحث على الفوضى، بحجة أن ذلك هو الأنسب لدورينا، وكأني به يريد إقناعنا بأن (سيفوه) الأشعث الأغبر، لا يمكن أن يصبح (وائل) ابن الأكابر مهما فعل، وذلك على طريقة المثل الخليجي (هذا سيفوه وهذي خلاجينه)!. أعظم من ذلك فوليد يذكرني بمثل ذلك الطرح بالكاتب الذي ترى مكتبه وقد تحول إلى ميدان وسط مدينة بعد عاصفة هوجاء لكثرة ما فيه من فوضى، وحين تسأله عن ترتيبه يقول لك بكل صفاقة: هل تصدق أنني لا أستطيع أن أبدع إلا حينما أرى الأمور من حولي هكذا، ولو اختل ميزان الفوضى فيه لاختل معه إبداعي؟!، والأمر أبداً ليس كذلك، وإنما لأن الكاتب الموقر الذي يُنظّر على الناس بحتمية احترام النظام لم يتعلم معناه. صحيح ما قاله الفراج بأن الدوري السعودي ليس الدوري الإنجليزي، وأن الريال ليس (الباوند)، لكن أيضاً الدوري السعودي ليس الدوري الصومالي، والريال ليس "الشلن"، وأعني –ببساطة- أنه إذا لم يرد لنا أن نحلم بأن يكون دورينا كالدوري الانجليزي فيما يتعلق بأبسط التنظيمات مثل (الفلاش انترفيو ) و( المكس زون )، فعلى الأقل لا يجب أيضاً أن نقبل بأن يبقى دورينا من الفوضى بحيث لا يرتقي إلى مصاف الدوريات المحترمة في تنظيماتها في الحد الأدنى؛ خصوصاً ونحن قادرون على ذلك، وقد ثبت ذلك حينما حضرت الإرادة الحقيقية، والرغبة الصادقة، والفكر المتنور. في وقت سابق وقبل أن تتشكل هيئة دوري المحترفين كان كل حراك الاتحاد السعودي فيما يتعلق بتطوير بنية الدوري يقوم على ردّات الفعل، لا على المبادرة؛ بل بلغ الحال حد السعي بالبعض داخل منظومة الاتحاد لوأد كل فكرة تطوير، بدليل أن التنظيمات التي فرضها الاتحاد الآسيوي في العام 2008 وفق الشروط العشرة لتطبيق دوري المحترفين، وجدت مناهضة من مسؤولي الكرة السعودية في بادئ الأمر؛ لكن إرادة ابن همام آنذاك فرضت سياسة الأمر الواقع، فوجدنا في غضون أشهر في ملاعبنا ما لم نجده في عقود، صحيح ان الخطوات كانت ولا زالت سلحفائية؛ لكن حسبنا أن ثمة تحركاً للأمام، بعد أن كانت الخطوات للخلف.